للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنين وتولى الملك وله من العمر نحو سبعة وعشرين سنة وكان ذلك وعدا من الله أن وعد الله حق إن الله لا يخلف الميعاد، وفى ذلك أقول مع التضمين.

إذا خصص الرحمن عبدا بنعمة … فكل حسود بعد ذلك مقمع

فيا طالب العلياء مهلا ولا تطل … فليس بسعى المرء ما شاء يصنع

ولما تم أمره فى السلطنة أخلع علي من يذكر من الأمراء وهم: المقر الأتابكى أزبك واستقر أتابك العساكر على عادته، وأخلع على الأمير تانى بك الجمالى واستقر أمير سلاح على عادته، وأخلع على الأمير طومان باى واستقر به دوادارا كبيرا عوضا عن نفسه، وأنعم على الأمير أزدمر بتقدمة ألف وأخلع على الأمير طراباى واستقر به دوادارا ثانيا.

وفى أثناء ذلك حضر سيف الأمير كرتباى الأحمر نائب الشام وقيل مات فجأة. وكان الملك الناصر محمد يتمنى كرتباى الأحمر بموت فمات الملك الناصر قبل ذلك ولم ير ذلك اليوم.

ثم إن السلطان أرسل إلى المقر السيفى جان بلاط خلعة بأن يكون نائب الشام عوضا عن كرتباى الأحمر وأخلع على الأمير قصروه واستقر به نائب حلب عوضا عن الأمير جان بلاط. ثم أخلع السلطان على القاضى زين الدين عبد القادر القصروى واستقر به ناظر الجيوش المنصورة عوضا عن القاضى شهاب الدين بن الجمالى يوسف ناظر الخاص ثم إن المماليك الناصرية وثبوا على الأمير طومان باى الدوادار الكبير ولبسوا آلة الحرب وتوجهوا إلى بيته فلم يطلع من يدهم شئ وانفضوا من غير طايل، فلما بلغ السلطان ذلك أمر بمسك جماعة منهم ونفاهم إلى قوص، فعظم أمر الأمير طومان باى الدوادار وصار صاحب الحل والعقد بالديار المصرية ثم إن الأمير طومان باى قبض على الريس نور الدين بن رحاب المغنى وضربه مقرحا وجرسه فى القاهرة وهو عريان مكشوف الرأس على حمار، وكان ابن رحاب ظالما فإنه تعصب للأمير آقبردى الدوادار وصار يطلق لسانه فى حق الأمراء بما لا يليق ودخل فى شئ لا يعنيه بين الأكابر فأدبوه بذلك. ثم إن المماليك طلبوا من السلطان نفقة السلطنة فشكا وقال إن الخزائن قد نفدت من الأموال فلم يبق بها شئ فبريسوا عليه وأغلظوا عليه فى القول، فقال لهم: اصبروا علينا حتى تجمع الأموال من البلاد وغيرها وصار يسلسل عليهم نحو أربعة أشهر حتى أنفق عليهم.

وفى أثناء دولته: جاءت الأخبار من البلاد الحلبية بأن الأمير آقبردى يحاصر مدينة حلب وقد أشرف على أخذها والتف عليه جماعة كثيرة من التركمان والعربان وغير ذلك،

<<  <   >  >>