للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قايتباى وهى أم ولده الناصر محمد ومات الملك الأشرف قايتباى وهو من جملة المماليك الجمدارية، فلما تسلطن الملك الناصر محمد جعله خازندار كيس، وصار يدعى خال السلطان ثم بقى أمير أربعين مستد السربخاناه الشريفة فعظم أمره وعلا قدره ثم بقى مقدم ألف ودوادارا كثيرا فى أوائل المحرم سنة ثلاث وتسعمائة.

فلما انكسر الأمير آقبردى وتوجه نحو البلاد الشامية ثم إنه استقر وزيرا واستادارا واستمر على ذلك وصار صاحب الحل والعقد بالديار المصرية، فلما قتل الملك الناصر محمد وذلك فى يوم الأربعاء خامس عشر ربيع الأول سنة أربع وتسعمائة فاستمرت الأحوال مضطربة من يوم الأربعاء إلى يوم الجمعة والعسكر لابس آلة الحرب فاجتمع الأمراء فى بيت المقر السيفى قانصوه خال السلطان الملك الناصر محمد واشتوروا فيمن يولونه سلطانا فوقع الاختيار على سلطنة المقر السيفى قانصوه خال السلطان فركبوه من البيت الذى عند الفارقان فطلعوا به إلى باب السلسلة واجتمع الأتابكى أزبك أمير كبير والأمير تانى بك الجمالى والأمير أزبك اليوسفى وبقية الأمراء وأحضروا الخليفة المستمسك بالله يعقوب بن أمير المؤمنين عبد العزيز والقضاة الأربعة فأشاعوا فى ذلك اليوم أن الأتابكى قانصوه خمسمائة على قيد الحياة وهو مختفى فنادوا فى القاهرة بأن الأتابكى قانصوه خمسمائة يظهر وله الأمان وكرروا النداء بذلك، فلم يظهر فى ذلك اليوم أحد فعند ذلك سألوا الأتابكى أزبك أمير كبير يتسلطن فأبيا وحلف عن ذلك وكذلك الأمير تانى بك الجمالى أمير سلاح والأمير أزبك اليوسفى أمير مجلس فأبيا أن يتسلطنا، فعند ذلك وقع الاختيار من الأتابكى أزبك وبقية الأمراء على سلطنة المقر السيفى قانصوه خال السلطان، فأحضروا له خلعة السلطنة فلبسها من الحراقة التى فى الاسطبل السلطانى وطلع إلى القصر الكبير والأتابكى أزبك حامل العاسبة الذهب على رأسه وذلك لعدم وجود القبة والطير من الزردخاناه.

وكانت سلطنته فى يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول سنة أربع وتسعمائة وذلك فى أواخر الساعة الرابعة وهى لزحل، فجلس على سرير الملك ثم قبّل له الأمراء الأرض ونودى باسمه فى القاهرة وتلقب بالملك الظاهر وضج الناس له بالدعاء ودقت له البشائر وخطب باسمه فى ذلك اليوم على المنابر بمصر والقاهرة.

أقول والسعد الذى وقع للملك الظاهر قانصوه لم يقع لأحد قبله من الملوك لا فى الجاهلية ولا فى الإسلام. فكان بين دخوله إلى مصر وبين سلطنته نحو ست

<<  <   >  >>