للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمراء العشروات مع جماعة من المماليك السلطانية فرحلوا من الريدانية فى يوم الخميس خامس عشر ربيع الآخر من السنة المذكورة. ثم رحل السلطان بعد ذلك من الريدانية واستقر بالأمير تمراز الناصرى أمير مجلس نائب الغيبة والأمير جكا أحد الأمراء المقدمين وجماعة من الأمراء غير ذلك ممن تأخر لحفظ القاهرة فى غيبة السلطان.

فلما رحل السلطان من الريدانية جاءت الأخبار بأن السلطان رحل إلى غزة، ثم رحل منها إلى دمشق وأقام بها وحكم بين الناس ثم إنه خرج من الشام وضرب خامه فى الفضاء.

فلما كان يوم السبت من جمادى الأول وأن الجاليش تمرلنك قد أقبل من عند جبل الثلج وهم تقدير ألف فارس فخرج إليهم جاليش السلطان وهم نحو المائة فاتقعوا معهم فانكسر جاليش تمرلنك كسرة قوية وقتل منهم جماعة كبيرة وهرب الباقون على وجوههم.

وفى تلك الليلة حضر جماعة من عسكر تمرلنك إلى السلطان الملك الناصر ودخلوا تحت طاعته وأخبروا بأن مايران شاة ولد تمرلنك وصهره نور الدين قتلا مع جماعة من التركمان فى الجاليش وقد حصل لتمرلنك أسف عظيم على ولده وصار يحضر إلى عند السلطان فى كل يوم جماعة من العسكر بتاع تمرلنك فدخلوا تحت طاعته فيخلع عليهم السلطان ويحسن إليهم.

ثم إن تمرلنك أرسل إلى السلطان يطلب الصلح مرارا فما أجيب إلى ذلك وكل هذا حيل منه وخداع وليس حقيقة وصار يموت كل يوم من عسكره جماعة كثيرة من الثلج وقوة البرد حتى مات منهم فى مدة يسيرة نحو ثلاثة آلاف إنسان.

وصار فى كل وقت تأتى من عند السلطان أخبار مليحة تدل على نصرته وكثرة عسكره فإن السلطان لما توجه إلى الشام حضر إليه جماعة كثيرة من العربان والعشير منهم الأمير محمد بن نعير والأمير عيسى بن فضل وبنى مهدى وعرب حارثة وابن القاق وعربان جبل نابلس والتف على السلطان عربان كثيرة وعشير نحو اثنى عشر ألف إنسان، وكانت طوالعه كلها سعيدة والنصر لاح عليه ولكن كما قال القائل فى المعنى.

يريد المرء أن يعطى مناه … ويأتى الله إلا ما أراده

فلما كان يوم الخميس خامس جمادى الآخر من السنة المذكورة: حضر السلطان الملك الناصر إلى الديار المصرية على حين غفلة وحضر معه الخليفة المتوكل والأمراء ونائب الشام وغالب أمراء دمشق ونائب صفد ونائب غزة، وحضر مع السلطان من المماليك نحو ألف

<<  <   >  >>