للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعشرين درهما وابيع كل جمل بعشرة دراهم، ولا يوجد من يشترى بهذا السعر ثم إنّ السلطان برقوق أخلع على الأمير إياس الجرجاوى واستقربه نائب صفد وأخلع على الأمير القلمصاوى واستقر به نائب الكرك، ثم إن السلطان برقوق قصد التوجه إلى نحو الديار المصرية فنادى فى العسكر بالرحيل فرحل العسكر وبقى السلطان برقوق والملك المنصور صحبته والخليفة والقضاة وجماعة يسيرة من العسكر فأقام على شقحب عشرة أيام. فجاء إليه منطاش بجماعة من عسكر الشام فوقف على تل عال هناك ساعة، فركب برقوق ووقف قدامه فلم يجسر منطاش بأن يبرز إلى برقوق بمن معه من العسكر فوقف ساعة طويلة ثم رجع إلى دمشق فعند ذلك رحل السلطان من شقحب وسار حتى وصل إلى غزة ويافا وأخلع على الأمير علاء الدين آقبغا السلطانى واستقر به نائب غزة ثم رحل من غزة فجاء الأمير آقبغا السكاش أخو الأمير بطا الظاهرى مبشرا بقدوم السلطان الملك الظاهر برقوق فحصل للناس بد طمأنينة وكان من جملة سعد الظاهر برقوق أنه من حين خلع من السلطنة إلى حين عاد إليها لم يجلس أحد على تخت المملكة إلى حين عودته إليه، وكانت سلطنة الملك المنصور أمير حاج عبارة عن نيابة عن الظاهر برقوق وهذا من جملة سعده.

فلما كان يوم السبت جاءت الأخبار بأن السلطان إلى قطيا وأرسل الأمير سودون الطيار وعلى يده منال شريف بالسلام على سائر الأمراء.

ولما كان يوم الثلاثاء أربع عشر صفر من السنة المذكورة: وصل السلطان برقوق إلى الصالحية فخرج أكثر الناس لملتقاه ثم ترك العسكر شاة ثم إلى سرياقوس ثم نزل فى خليج الزعفران، فحضر إليه سائر الطوائف من أعيان الناس من الأمراء والفقهاء والعلماء حتى خرج إليه طائفة اليهود والنصارى وفى أيديهم الشموع حتى خرج إليه طائفة الصيادين وشباكهم فى أيديهم والصنانير حتى خرج إليه طائفة الحبوش والتكرور وهم يرقصون ومعهم سنجق وطبل، ثم إن السلطان يغدى.

وركب يوم الخميس وطلع إلى القلعة من بين الترب فلما وصل إلى تربة الطنبغا الطويل فرشت له الشقق الحرير فلما وصل السلطان برقوق إلى أوائل الشقق، أثنى عنان فرسه عن الشقق وأشار إلى الملك المنصور بأن يمشى بفرسه على الشقق. وكان الملك المنصور راكبا عن يمين الملك الظاهر برقوق فدعا له الناس الذى خبره بقلبه الملك المنصور وكان الخليفة راكنا قدام السلطان وهو عنه بعيد والقضاة عن يمين

<<  <   >  >>