الخليفة وعن يساره وكانت القبة والطير بين الملك الظاهر برقوق وبين الملك المنصور فلما وصلا إلى باب السلسلة طلعا إلى الاسطبل السلطانى ونزلا فى المقعد فجلسا ساعة والخليفة حاضر والقضاة وشيخ الإسلام سراج الدين البلقينى فجددوا البيعة للملك الظاهر برقوق وبايعه الخليفة وخلع الملك المنصور وانفض المجلس على ذلك، فقال السلطان برقوق للملك المنصور أمير حاج اطلع سلم على أمك فقام الملك المنصور فقدموا له الفرس فركب من المقعد الذى بالإسطبل فلما ركب الملك المنصور عضده الملك الظاهر برقوق وبالغ فى تعظيمه وخبر بقلبه، فطلع من الإسطبل إلى القلعة ودخل إلى قاعات الحرم وهو فى غاية التعظيم بخلاف من تقدمه أقاربه.
فكانت مدة سلطنة الملك المنصور أمير الحاج هذه [المدة] الثانية ثمانية أشهر وستة عشر يوما ودام بقلعة الجبل إلى أن مات بها، وقيل مات وهو مقعد فى الفراش حصل له ذلك من الطرانة، ومات وله من العمر نحو سبع وأربعين سنة ودفن فى تربة جدته خوند بركة التى فى التبانة وذلك فى ليلة الأربعاء تاسع عشر شوال سنة أربعة عشرة وثمانمائة، وبه زالت دولة بنى قلاوون كأنها لم تكن بعد ما قامت المملكة فيهم مائة سنة وثلاث سنين.
ومن غريب الاتفاق أن أول من تولى منهم قلاوون وتلقب بالملك المنصور وآخر من تولى من بنى قلاوون الملك المنصور أمير حاج وقد تلقب بالملك المنصور وهذا اتفاق غريب.