النواب، وأخلع على الأمير أسندمر الشرفى واستقر أمير مجلس وأخلع على الأمير ألطنبغا الحلبى واستقر أميرا ودوادارا كبيرا، وأنعم على جماعة من الأمراء بتقادم ألوف وغير ذلك.
ثم بعد أيام جاءت الأخبار من الكرك بأن السلطان برقوق نزل من قلعة الكرك هاربا وأن العربان أحاطوا به ولم يكن لذلك صحة، وإنما السلطان برقوق أرسل بهذا الكلام حيلة على الأمراء الذين بالديار المصرية حتى يبطل أمر التجريدة إلى أن يستقيم أمره.
فلما سمع الأتابكى منطاش بهذا الخبر أخلع على الهجان الذى جاء بهذا الخبر، فكان ذلك أول مكيدة صعدت للظاهر برقوق وبطل أمر التجريدة.
وفى أثناء هذه الواقعة جاءت الأخبار بأن الأمراء المسجونين بقوص كسروا باب السجن والتف عليهم جماعة من مماليك الظاهر برقوق وركبوا على والى قوص وقتلوه وأرادوا التوجه إلى الكرك من ناحية السويس.
ثم جاءت الأخبار: بأن كمشبغا الحموى نائب حلب خرج على الطاعة وخامر وكذلك نائب غزة وأنه جمع من العربان والعشيرة خلقا كثيرة، وأنه توجه بهم إلى نحو الكرك، وهذا ما كان من أخبار أمراء الديار المصرية. وأما ما كان من أمر الظاهر برقوق فإنه لما بلغه مجئ الأمير حسام الدين بن باكيش نائب غزة ولم يدر هو معه أم عليه، فأراد برقوق أن يحصن قلعة الكرك ويقيم بها وكان الماء بالقلعة قليلا فصاروا ينقلون إليها الماء على ظهور البهائم، ثم بدا للظاهر برقوق بأن يتوجه إلى دمشق.
قال القاضى علاء الدين الكركى كاتب السر الشريف: طلبنى الظاهر برقوق وقال لى قد عزمت على التوجه إلى دمشق فاستعد لذلك ثم خرج من الكرك فى يوم الأحد سادس عشرين شوال وكان معه من العربان والعشيرة نحو مائتين وخمسين إنسانا.
فلما خرج من الكرك تسامع به الناس والتف عليه نحو ألفين إنسان من العربان وغيرهم. وصار كلما مر ببلد يخرج إليه أهلها بالإقامات والضيافات ولاحت عليه بشائر النصرة ولوائح السعادة ثم حضر إلى عنده الأمير قرابغا ومعه من العسكر نحو مائتين إنسان فعند ذلك قوى قلب الملك الظاهر برقوق فتلقاه الأمير حسام الدين بن باكيش نائب غزة وكان الظاهر برقوق ولاه، فحين وقعت عين برقوق على عسكر حسام الدين بن باكيش وقع فى قلوبهم الرعب منه، وانهزموا وهرب كل واحد منهم ناحية، فنهب عسكر