للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكانت خلافة العاضد اثنتى عشرة سنة وستة أشهر. ولما مات العاضد استولى صلاح الدين يوسف بن أيوب على مصر وأعمالها.

قال: الشيخ شمس الدين الذهبى فى تاريخه: إن العاضد كان مع صلاح الدين يوسف كالمحجور عليه لا يتصرف فى كل الأمور إلا بعد مشورة صلاح الدين يوسف. وكان سبب موت العاضد لما بلغه أنه خطب لبنى العباس على منابر مصر فشق ذلك عليه فعمد إلى فص مسموم كان معه فمصه فمات من فاقته. وقيل غير ذلك. وكان العاضد يكره أهل السنة وكان رافضيا مثل أقاربه سبابا للصحابة، قبيح السيرة وبه انقطعت دولة الفاطميين أجمعين.


= وكان ملحقا بالسلاجقة فاستقل وضم دمشق إلى ملكه مدة عشرين سنة، وامتدت سلطته فى الممالك الإسلامية حتى شملت جميع سورية الشرقية وقسما من سورية الغربية والموصل وديار بكر والجزيرة ومصر وبعض بلاد المغرب وجانبا من اليمن، وخطب له بالحرمين وكان معتنيا بمصالح رعيته، مداوما للجهاد، يباشر القتال بنفسه، موفقا فى حروبه مع الصليبيين، أيام زحفهم على بلاد الشام، وأسقط ما كان يؤخذ من المكوس وأقطع عرب البادية إقطاعات لئلا يتعرضوا للحجاج وهو الذى حصن قلاع الشام وبنى الأسوار على مدنها كدمشق وحمص وحماه وشيزر وبعلبك وحلب مات سنة ٥٦٩ هـ/ ١١٧٤ م.
انظر المزيد فى: الروضتين ١/ ٢٢٧ - ٢٢٩، الكامل ١١/ ١٥١، تاريخ ابن خلدون ٥/ ٢٥٣، تاريخ ابن الوردى ٢/ ٨٣، وفيات الأعيان ٢/ ٨٧.
(٢) هو محمد بن محمد صفى الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الكاتب، الأصبهانى مؤرخ الأدب من أكابر الكتاب، ولد فى أصبهان سنة ٥١٩ هـ/ ١١٢٥ م وقدم بغداد حدثا فتأدب وتفقه واتصل بالوزير عون الدين ابن هبيرة فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق فاستخدم عند السلطان نور الدين فى ديوان الإنشاء وبعثه نور الدين رسولا إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين فكان معه فى مكانة" وكيل وزارة "إذا انقطع" الفاضل "بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مقامه ولما توفى صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة وتوفى بها سنة ٥٩٧ هـ/ ١٢٠١ م.
انظر المزيد فى: وفيات الأعيان ٢/ ٧٤، مرآة الزمان ٨/ ٥٠٤، الوافى بالوفيات ١/ ١٣٣، الروضتين ١/ ١٤٤، مفتاح السعادة ١/ ٢١٤.

<<  <   >  >>