للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان وزيره يسمى ابن كلاقد، قيل إن ابن كلاقد كان يعمل لأولاده فى يوم الغطاس فوانيس شمع مزهر، ومن جملتها شمعة تحمل على عجلة، فكان مصروفها سبعين دينارا، واستمر الأمير أبو بكر فى ولايته على مصر إلى أن مات.

ثم تولى من بعده أبو المسك كافور الإخشيدى الخصى، ولما تولى كافور أمر الديار المصرية فاستنجد بها من عدة من العبيد البربر.

وكان كافور كريما كالمياه، قيل كان راتب مطبخه فى كل يوم ألفين رطل من لحم بقرى وسبعمائة رطل لحم ضانى، ومائة طير أوز، وثلاثمائة طير دجاج، وثلاثمائة فرخ حمام، وعشرين فرخ سمك كبار، وعشرين رميسا رضعا، وثلاثمائة صحن حلوى، وسبعة أفراد فاكهة، وألف كوز فقاع، ومائة قرابة، وعشرة قناطير سكر، وألف كماجة من الخبز، وخمسة أفراد بقولات. وكان إذا مد هذا السماط يأكل منه الخاص والعام.

وكان كافور يعطى العطايا الجزيل للشعراء وغيرهم، فاتفق أن زلزلة وقعت بمصر فى أيامه فدخل عليه محمد بن عاصم الشاعر فأنشده قصيدة منها هذا البيت:

ما زلزلت مصر من خوف يراد بها … لكنها رقصت من عدله طربا

فأجازه على هذه القصيدة بألف دينار وهذه الجائزة هى التى هجت أبى الطيب المتبنى (١) حتى دخل إلى مصر وامتدح كافور بقصائد سنية وهى ثابتة فى ديوانه إلى الآن.


(١) هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفى الكوفى الكندى أبو الطيب المتنبى الشاعر الحكيم، ولد سنة ٣٠٣ هـ/ ٩١٥ م وأحد مفاخر الأدب العربى، له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعانى المبتكرة، وفى علماء الأدب من يعده أشهر الإسلاميين، ولد فى الكوفة فى محلة تسمى " كندة "وإليها نسبته، ونشأ بالشام ثم تنقل فى البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس، وقال الشعر صبيا وتنبأ فى بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ (أمير حمص ونائب الإخشيد) فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه ووفد على سيف الدولة الحمدانى صاحب حلب سنة ٣٣٧ هـ فمدحه وحظى عنده ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدى وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه وقصد العراق فقرئ عليه ديوانه وزار بلاد فارس فمر بأرجان ومدح فيها ابن العميد وكانت له معه مساجلات ورحل إلى شيراز فمدح عضد الدولة بن بويه الديلمى وعاد يريد بغداد فالكوفة، -

<<  <   >  >>