للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المصرية إلى الغاية ولما توجه الأمير طراباى الدوادار الكبير نحو بلاد الصعيد وقد تقدم ذلك فرجع من عنده ولم يحضر الأمير طومان باى صحبته فأشاعوا فى القاهرة بأن الأمير طومان باى يقصد الوثوب على السلطان. وقيل إنه فى الباطن له تعصب إلى الأمير قصروه نائب الشام وقد أخذ السلطان حذره منه وقد أخذ الآخر حذره من السلطان واستمر الأمر على ذلك وبقى الأمير طومان باى مكسلا فى بر الجيزة وخرج الأمراء قاطبة وأخذ السلطان فى أسباب تحصين القلعة وملأ الصهاريج التى بها وادخر فيها أشياء كثيرة من البقسماط وغيره.

واستمرت الأحوال تتزايد فى الاضطراب كل يوم. وفى يوم الأربعاء ساس عشرينه مسكوا جماعة من المنسر التى فعلوا ما تقدم ذكره فمسكوا منهم سبع أنفس ووجدوا معهم هرمزيا فى ركايب فقبض عليهم بعض مشايخ عربان الشرقية بالقرب من بلبيس ثم إن فى الأربعاء المذكور وصل الأمير طومان باى الدوادار إلى الجيزة وضرب خيامه هناك، فخرجت إليه الأمراء والعساكر قاطبة.

ثم إن الأمير طومان باى لما وصل إليه الأمراء فقبض على جماعة منهم وهم الأمير قانى باى الرماح أمير أخور كبير والأمير طراباى والأمير انص باى والأمير تمر قرابة السلطان الذى كان تولى محتسبا.

فلما كان يوم الأربعاء سادس عشرينه: عدى الأمير طومان باى الدوادار من بر إمبابه وطلع من بولاق وتوجه إلى بيت الأتابكى جان بلاط فى الأزبكية واجتمعت عنده الأمراء.

فلما كان يوم الخميس سابع عشرين ذى القعدة لبس العسكر آلة الحرب وركب الأتابكى جان بلاط هو والأمير طومان باى وبقية الأمراء من الأزبكية وتوجهوا إلى بيت الأمير طومان باى الذى عند القبو وحاصروا الملك الظاهر قانصوه وهو فى القلعة ولم يكن عنده أحد من الأمراء ومماليكه واستمرت الحرب ثائرة بينه وبين الأمراء من يوم الخميس إلى يوم الجمعة بعد الصلاة، فانكسر الملك الظاهر قانصوه. فلما كان يوم السبت تاسع عشرين ذى القعدة هرب الملك الظاهر قانصوه من القلعة ونزل وهو فى زى امرأة بابرار ونقاب، فلما نزل إلى المدينة اختفى فكانت النصرة للأمير طومان باى على الملك الظاهر قانصوه فلما كان يوم الأحد مستهل ذى الحجة وقع الاختيار على سلطنة الأتابكى جان بلاط بعد تمنع كثير من المماليك ولم يحصل فى ذلك توفيق بين المماليك وبين الأمراء. فلما كان

<<  <   >  >>