والصغار وكذلك فعل العرب بالركب الأول المصرى، وكان أمير الحاج الأول الجناب الناصر محمد بن حاض بك صهر الملك الأشرف قايتباى وكان أمير المحمل الأمير قرقماش رأس نوبة النواب ولولا أنه أدرك الركب الأول لاخذ عن آخره وقد قاسى الحجاج فى هذه السنة ما لا خير فيه وحصل لهم الضرر الشامل عند عودتهم إلى القاهرة.
وفيها فى سادس صفر: حضر المقر السيفى جان بلاط من يشبك نائب الشام إلى الديار المصرية. فلما حضر اخلع عليه واستقر به أتابك العساكر بمصر عوضا عن الأتابكى أزبك من ططخ فنزل من القلعة فى موكب عظيم إلى الأزبكية فسكن بها فى بيت الأتابكى أزبك وذلك فى يوم الخميس سادس شهر صفر سنة خمس وتسعمائة.
ثم إن السلطان أرسل إلى المقر السيفى قصروه نائب حلب خلعه واستقر نائب الشام عوضا عن المقر السيفى جان بلاط وفى ثالث عشر هذا الشهر وتوفى الشيخ الزاهد أبو العباس أحمد الغمرى ودفن فى يوم الجمعة رابع عشر صفر فى جامع والده الذى بالقرب من باب القوس.
وفيها فى سلخ ربيع الأول من السنة المذكورة: جاء للسلطان الملك الظاهر قانصوه ولد ذكر من خوند جان كلدى وسماه أحمد العزيز وأقام المهم عمال بالقلعة سبعة أيام، فلما كان يوم السبوع اجتمع بالقلعة سائر المغانى من النساء واجتمع أعيان الأكابر وجعل الأمير بالزمام جوهر المعينى القبة والطير على رأس خوند ونثروا عليها الذهب والفضة وكان يوما مشهودا بالقلعة.
وفيها فى يوم الاثنين ثانى عشر جمادى الأول: نزل السلطان إلى قبة الأمير يشبك الدوادار التى بالمطرية وبات هناك وطلع إلى القلعة ودخل من باب النصر وشق المدينة وزينت له وطلع من الصليبة وكان معه الأتابكى جان بلاط والأمير تانى بك الجمالى أمير سلاح وسائر الأمراء والعسكر المباشرين ونثروا عليه الفضة فى عدة مواضع حتى طلع إلى القلعة.
وفيها فى يوم الجمعة ثامن جمادى الأخر: كان عقد الأتابكى جان بلاط على خوند مستولدة الأشرف قايتباى وهى أم ولده الملك الناصر محمد وهى أيضا أخت الملك الظاهر قانصوه فعقد العقد بجامع القلعة بحضرة السلطان والقضاة وسائر الأمراء. وفى هذا الشهر توفى الشيخ المبارك أحمد البتوانى المجذوب وكان من الصالحين ولما كان يوم الثلاثاء ثانى