ومنها أنه ضرب القاضى تاج الدين بن المقسى ناظر الخاص بالمقارع وفى يوم شديد البرد فى الأسطبل السلطانى ثم بعد مدة سيقه على حميره من غيط الحاجب من غير ذلك.
وكان ابن المقسى هذا من أعيان المباشرين عن تولى وظائف نظارة الجيش ونظارة الخاص والاستادارية وغير ذلك من الوظائف.
ومنها: أنه وسط القاضى مجد الدين بن البقرى وكان أعيان المباشرين تولى الوزارة والاستادارية وغير ذلك من الوظائف.
ومنها: أنه ضرب زين الدين الاستادار حتى مات تحت الضرب وهو فى البرج.
ومنها: أنه سحل شخصا يسمى ابن الديوان من حلب وهو وولده من غير ذنب وطاف فى القاهرة.
ومنها: أنه نفى جماعة كبيرة من الأمراء الاينالية وكانوا سببا لسلطنته منهم الأمير أزدمر الطويل حاجب الحجاب نفاه إلى الصعيد ثم أرسل قطع رأسه ونفى الأمير قانصوه الخسيف أحد الأمراء المقدمين إلى مكة فمات بها ونفى الأمير خير بك من حديد أحد الأمراء المقدمين إلى مكة وكان من أعز أصحابه فمات بها، ونفى الأمير خشقدم الزمام إلى قوص فمات بها ونفى جماعة من الأمراء ووسط جماعة كبيرة من المباشرين وغيرهم. ومما عد له من النواقص أنه أبطل خدمة القصر الكبير فى أيام دولته ولم يتبع طريقة فى لبس الشاش والقماش وخدمة القصر حتى أن غالب العساكر نسى طريقة خدمة القصر، وكان له طريقة فى خدمته وأبطل فى أيامه تدوير المحمل الذى كان يدور فى شهر رجب، وأبطل الرماحة الذين كانوا يسوقون فى المحمل وهم من شعار السلطنة وأبطل المركب المسمى بالدرمونة التى كانت ترسم جمل ذاهب إلى الحرمين الشريفين وكانت من شعار السلطنة وأبطل الرمايات التى كان الملوك يرمونها ويدخلون إلى القاهرة فى المواكب العظيمة، وأبطل فى أيامه أشياء كثيرة من هذا النمط. ولم تمش فيها على طريقة الملوك السالفة، وفى الجملة كانت محاسنه أكثر من مسائه وكان خيار ملوك الترك من الجراكسة وغيرهم ولا بقى يسمح الزمان بمثله، انتهت أخباره كى لا يطول الشرح فى ذلك.