للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوم السبت بعد الظهر عاشر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة ومات وقد ناف على السبعين سنة من العمر.

ولما مات خلف من الأولاد اثنين ذكور أحدهما مات صغيرا والآخر عاش حتى تزوج بنت الأمير أزدمر تمساح أحد الأمراء المقدمين واستمر مقيما بالقاهرة ولم يسجن كعادة أولاد الملوك. ولما مات الظاهر خشقدم دفن فى تربته التى أنشأها فى الصحراء. فكانت مدة سلطنته بالديار المصرية إلى أن مات ست سنين وخمسة أشهر وعشرين يوما بما فيها مدة توعكه وانقطاعه. وكان ملكا مهابا عارفا بأمور الملكة وكان محبا لجمع الأموال وكان معتدل القامة كبير اللحية قد شاب أكثرها. وكان أبيض اللون مشرب بحمرة مستدير الوجه أنيقا فى ملبسه جميل الهيئة وكان غير عفيف الدين ولولا أذى مماليكه فى حق الرعية لكان خيار ملوك الترك وكانت أيامه أحسن من أيام غيره من الملوك، وكانت دولته ثابتة القواعد وأما قضاته الشافعية فالقاضى شرف الدين بن يحيى المناوى والقاضى علم الدين بن صالح البلقينى ثم القاضى ولى الدين الأسيوطى. وأما قضاته الحنفية فالقاضى سعد الدين الديرى أولا ثم ابن الصواف ثم القاضى محب الدين بن الشحنة ثم القاضى برهان الدين بن الديرى ثم أعيد القاضى محب الدين بن الشحنة ثانيا.

وأما قضاته المالكية فالقاضى سراج الدين بن حريز السيد الشريف، وأما قضاته الحنابلة فالقاضى عز الدين الحنبلى. وأما كتاب سره فالقاضى محب الدين بن الشحنة أولا ثم القاضى برهان الدين الديرى ثم القاضى زين الدين أبى بكر بن مزهر. وأما نظار جيشه فقد تولى فى أيامه جماعة من الأعيان لم تطل مدتهم بها ثم تولى القاضى كمال الدين ابن المقر الجمالى يوسف ناظر الخواص.

وأما وزراؤه فالصاحب علاء الدين بن الأهناسى أولا ثم ابن صنيعة ثم أعيد الصاحب علاى ثانيا واستقر وزيرا وناظر الخواص الشريفة وتولى الاستادارية أيضا قبل دولة الظاهر خشقدم.

ثم إن الظاهر خشقدم قبض على الصاحب علاى الدين بن الأهناسى وصادره واستصفى أمواله ونفاه إلى مكة ثم استقر بالأمير مجد الدين بن البقرى وزيرا وكان قبل ذلك تولى الاستادارية مدة تم تولى الوزارة فى أيامه الشرفى يونس، فلم تطل أيامه بها. ثم تولى

<<  <   >  >>