للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من حكام ذلك العصر أو كانت له صلة بقصورهم، فقد عاش المؤرخ من موارد إقطاعه الذى ورثه عن أسرته تلك الموارد التى أعانته طوال حياته على التفرغ للتأليف وكتابة التاريخ ونظم الشعر أو سواها من الأعمال الأخرى.

ولعل هذه الظروف التى ذكرتها فضلا عن ظروف نشأته الأولى وصحبته لبعض شيوخ عصره ممن تلقى عنهم تعليمه كانت من العوامل التى بلورت شخصيته وجعلت منه مؤرخا يتحرى الحقيقة فيما يكتب وفيما يصدره من أحكام على معاصريه من السلاطين والأمراء.

وتأتى شهرة ابن إياس من كتابه التاريخى الكبير المعروف "بدائع الزهور فى وقائع الدهور" وهو بلا شك أهم مؤلفاته ويحتل مكانة مرموقة بين كتب التاريخ التى صنفت فى العصر المملوكى وبخاصة الأجزاء المعاصرة، وتزداد القيمة العلمية للكتاب عندما يصف المؤلف وقائع الفتح العثمانى لمصر والسنوات القليلة التى عاشها المؤلف فى ظل النظام السياسى الجديد فالجزء الأخير من كتابه "بدائع الزهور" كان المصدر العربى الوحيد عن تاريخ مصر فى تلك الفترة الحاسمة من تاريخ الشرق العربى وعن تطور العلاقات بين العرب والأتراك العثمانيين.

يستهل المؤلف كتابه التاريخى هذا - الذى وصل فيه إلى حوادث سنة ٩٢٨ هـ/ ١٥٢٢ م ويختمه فى الجزء الحادى عشر - بالحديث عن مصر منذ أقدم العصور، فهو يذكر أخبار مصر، وما ورد فيها من الآيات وما خصت به من المحاسن والعجائب، وما قيل فيها، ومن حكمها وما قامت عليها من الدول إلى نهاية عصر الأيوبيين، يذكر المؤلف تلك الأخبار باختصار تمهيدا للدخول فى تاريخ مصر فى عصر المماليك حيث يشرع المؤلف فى كتابة هذه الفترة بالتفصيل.

والدارس لتاريخ ابن إياس يلحظ أن المؤلف اعتمد كثيرا على كتب التاريخ وخاصة حين كتب عن تاريخ مصر قبل عصر المماليك فيذكر أنه قرأ نحو سبعة وثلاثين مؤلفا فى ذلك، فمن بين المؤرخين الذين قرأ لهم: المسعودى والطبرى وابن عبد الحكم والواقدى والذهبى والجاحظ والصولى وابن زولاق وابن الداية وابن خلكان وابن عساكر وابن الجوزى وابن شداد وابن الأثير والكندى والقضاعى وأبو شامة وابن كثير وأبو الفدا وسبط ابن الجوزى وابن فضل العمرى وابن وصيف شاه وغيرهم.

<<  <   >  >>