ورجوت أن تطأ الكواكب رفعة … من فوق وأعناق العدا ولد أجرى
ثم صاروا يمسكون حاشية تنم نائب الشام ومن جملتهم الأمير علاء الدين بن الطبلاوى والى القاهرة وكان الملك الظاهر برقوق نفاه إلى القدس. فلما مات برقوق التجأ ابن الطبلاوى إلى تنم نائب الشام وصار من جماعته وبقى يحكم فى دمشق بعد ما كان يحكم فى مصر. فلما مسكوا حاشية تنم مسكوا ابن الطبلاوى من جملتهم وقيدوه ثم إن السلطان اخلع على الأمير سودون قريب السلطان واستقر به نائب الشام عوضا عن تنم وأخلع على الأمير دمرداش المحمدى واستقر به نائب حلب وخلع على الأمير شيخ المحمودى واستقر به نائب طرابلس وأخلع على الأمير دقماق المحمدى واستقر به نائب حماة وأخلع على الأمير الطنبغا العثمانى واستقر به نائب صفد على عادته وأخلع على حنتمر التركمانى واستقر به نائب بعلبك، وعين فى هذه الحركة جماعة كبيرة من النواب ثم إن السلطان أمر بذبح الأمراء الذين خامروا عليه وتوجهوا إلى عند نائب الشام وهم الأتابكى أيتمش البجاسى وآقبغا اللكاش وجلبان الكمشبغاوى وفارس حاجب الحجاب وجماعة كثيرة من الأمراء والنواب نحو أربعة عشر إنسان فذبحوا فى ليلة واحدة فى برج الحمام بقلعة دمشق ثم إن السلطان أرسل رأس الأتابكى أيتمش البجاسى ورأس الأمير فارس حاجب الحجاب إلى مصر فعلقوهما على باب زويلة ثلاثة أيام ثم إن السلطان أمر بخنق تنم نائب الشام فخنق تحت الليل هو والأمير يونس نائب طرابلس مع جماعة من النواب والأمراء ثم إن السلطان قصد التوجه إلى نحو الديار المصرية.
فلما كان يوم السبت فى العشرين من شهر رمضان: وصل المقر السعدى سعد الدين إبراهيم بن غراب وصحبته حريم السلطان اللائى كن معه. فلما توجه إلى الشام وأخبر بأن السلطان خرج من غزة وهو واصل قريب وكان ابن غراب قد حضر معه بعلاى الدين بن الطبلاوى والقاضى ناصر الدين كاتب سر الشام.
فلما وصل ابن غراب إلى بلبيس خنق علاى الدين بن الطبلاوى فى بلبيس ودفنه هناك وأحضر معه كاتب سر الشام.
فلما كان يوم الجمعة: وصل السلطان الملك الناصر فرج إلى الديار المصرية فخرج الأمراء والناس قاطبة إلى ملتقاه فطلع يوم السبت سادس عشرين شهر رمضان إلى القلعة فزينت له القاهرة وكان يوم دخوله يوما مشهودا وفرشت له الشقق الحرير من عند تربة الطنبغا الطويل إلى القلعة فطلع وجلس على سرير ملكه.