ينكسر وكان أكبر العسكر من الأمراء والمماليك فخامر على السلطان فى الباطن وقصدهم عدده، والله غالب على أمره فكان الأمر كما قيل فى المعنى.
خف إذا أصبحت ترحوا … وارج إن أمسيت خايف
رب مكروه مخوف … فيه لله لطائف
قيل لما وصل عسكر السلطان إلى غزة فى ثامن عشر رجب من السنة المذكورة أرسل دمرداش نائب حماه يقول للأمير نوروز الحافظى إن أخذتم مدينة غزة قبل تنم نائب الشام فأنا أكون معلما فلما التقا العسكران كان اللكاشى بغزة وكان من عصبة تنم نائب الشام فأنا أكون معلما فتقاتل عسكر مصر وعسكر الشام أشد القتال وكان اللكاشى مقدم ذلك فانكسر اللكاشى وهرب نحو الشام فعند ذلك دخل دمرداش تحت طاعة السلطان الملك الناصر هو وعسكر حماه، فلما سمع بذلك من كان مع تنم نائب الشام تسحب من عنده وأتى إلى عند السلطان وصار يأتى إليه جماعة بعد جماعة طالعين، ثم إن السلطان أرسل قاضى القضاة الشافعى صدر الدين المناوى إلى تنم نائب الشام وإلى الأتابكى أيتمش فى طلب الصلح فلم يوافق على ذلك الأتابكى أيتمش وتنم نائب الشام فرجع القاضى صدر الدين وأعلم السلطان بأنهما لم يسمعا من أمر الصلح شيئا.
فلما كان يوم السبت ثالث عشرين رجب: اقتتل عسكر السلطان مع عسكره فحصل بينهما وقعة عظيمة لم يسمع بمثلها وقتل فيها جماعة كثيرة من الفريقين فانكسر تنم نائب الشام كسرة قوية وانهزم من كان معه من العسكر الشامى وغيره ثم بعد ساعة مسك الأتابكى أيتمش والأمير تغرى بردى أمير سلاح والأمير آقبغا اللكاش والأمير طيقور والأمير أرغون شاه وجماعة كثيرة من الأمراء المصريين والشاميين وأحاطوا على الجهات ودوابهم فلما مسكوا قيدهم الأمير جلم العوصى ثم إن السلطان الملك الناصر دخل إلى الشام وقدامه تنم نائب الشام وهو راكب مقيد وكذلك الأتابكى أيتمش راكب وهو مقيد وكذلك بقية الأمراء فى قيودهم راكبون قدام السلطان، وكان يوم دخو - له إلى دمشق يوما مشهودا لم يمر بمثله والخليفة راكب قدامه والقضاة الأربعة والأمراء وكان له موكب عظيم، ثم أمر السلطان بحبس الأمراء الممسوكين فى قلعة دمشق وهذه النصرة كانت على غير القياس وكان الظن غير ذلك والله غالب على أمره وقد قال القائل.
املت أنك لا تزال بكل من … عاداك بالنصر لقريب مظفرا