للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علقه بسرياق وهو منكوس على رأسه. ومن شعره فى هذه الواقعة وهو قول فى تغزله:

وما تعلقت بالسرياق منتكسا … لذلة أوجبت تعذيب ناسوتى

لكننى مذ نفثت السحر فى عربى … عذبت تعذيب هاروت وماروت

وفى يوم الخميس عاشر شهر شعبان من السنة المذكورة: علق السلطان الجاليش وأمر العسكر بالتجهز إلى التجريدة بسبب قتال منطاش ونعير فإن منطاش تزايد فى الأذى وخرب غالب البلاد الحلبية والشامية ونهب أموال الرعية فعند ذلك جرد إليه السلطان بنفسه. فلما كان يوم الأحد فى العشرين من شهر رمضان صلى السلطان الظهر وركب ونزل من القلعة وخرج من باب الإسطبل المعروف الشامى وتوجه إلى نحو الوطاق بالريدانية ورسم للأمير كمشبغا الحموى بأن يقيم بالإسطبل السلطانى وجعله نائب الغنية إلى أن يحضر السلطان واستقر به أتابك العساكر وأمر الأمير سودون الفخرى نائب السلطنة بأن يقيم فى دار النيابة بالقلعة ورسم للأمراء الذين هم يقيمون بالديار المصرية والمماليك السلطانية بأن يطلعوا فى كل يوم اثنين وخميس إلى الإسطبل السلطانى ويعطوا الخدمة للأتابكى كمشبغا.

ثم إن السلطان رحل من الريدانية بمن معه من الأمراء والعسكر وتوجه إلى نحو البلاد الشامية وكان صحبته الخليفة المتوكل بالله والقضاة الأربعة وشيخ الإسلام سراج الدين البلقينى.

ولما كان يوم الخميس ثانى شهر شوال: حضر تريدى وعلى يده مثالات شريفة للأمراء الذين بالقاهرة من مضمونها أن السلطان برقوق قد وصل إلى دمشق ودخل إليها فى موكب عظيم، وكان أهل الشام متخوفين من السلطان برقوق مما وقع فى حقه منهم، لما توجه الملك المنصور والأتابكى منطاش بسبب قتال الظاهر برقوق ورجموه وقد تقدم ذلك، فلما انتصر برقوق وتولى الملك ودخل إلى الشام وكان يوم دخوله إليها يوما مشهودا والأمراء مشاة بين يديه والأمير يلبغا الناصرى نائب الشام حامل القبة والطير على رأسه وزينت له دمشق فنزل بالقصر الأبلق فلما استقر به نادى لأهل دمشق بالأمان والاطمئنان والبيع والشراء أن الماضى ما يعاد حسب المرسوم من المقام الشريف فضج الناس بالدعاء فأقام السلطان بدمشق أياما وصلى بها الجمعة ثم دخل منها وقصد التوجه إلى نحو حلب. فلما جاءت الأخبار بذلك إلى القاهرة دقت البشائر ثلاثة أيام، ثم جاءت الأخبار من بعد ذلك بأن

<<  <   >  >>