للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبين الأمير أيتمش البجاسى فى الصلح، فاصطلحا ونزل أيتمش إلى عند الأمير بركة وتعانقا واخلع بركة على أيتمش قبايح ومشى إلى بيته.

فلما كانت ليلة الجمعة تاسع عشر من صفر: لبس الأمراء آلة الحرب وطلعوا إلى الرملة وسبب ذلك أن الأمير بركة الجوبانى لبس آلة الحرب فى بيته وألبس مماليكه وقصد مسك جماعة من الأمراء. فما بلغ الأتابكى برقوق ذلك أرسل طلب القضاة الأربعة وأرسلهم إلى عند الأمير بركة ومشوا فى أمر الصلح بينه وبين الأمراء فاصطلحوا وسكن الأمر قليلا.

ثم فى يوم الاثنين سابع ربيع الأول: ركب الأمراء ليسيروا نحو قبة النصر فسيروا ثم رجعوا إلى بيوتهم وطلع الأتابكى برقوق إلى الاسطبل السلطانى وكان برقوق قد جاءه ولد ذكر وسماه محمد، فعمل برقوق مهما عظيما ومد سماطا كبيرا ودعا إليه سائر الأمراء فطلع إليه سائر الأمراء سوى الأمير بركة فأنه لم يطلع فبلغ الأتابكى برقوق وأن بركة لابس هو ومماليكه آلة الحرب فى بيته.

فلما مضى أمر السماط قبض الأتابكى برقوق على ثلاثة من الأمراء وهم: الأمير قرادمرداش والأمير طنبج والأمير أقتمر ومسك معهم صراى البرجى أخو الأمير بركة، ثم إن الأتابكى برقوق أمر مماليكه أن يتوجهوا إلى مدرسة السلطان حسن ومعهم نزلار العمرى فطلعوا إلى مدرسة السلطان حسن وغلقوا أبوابها وطلعوا فى أعلاها، ورمى النشاب على الأمير بركة وهو قاعد فى مقعده فهرب بركة وخرج هو ومماليكه من الباب الذى عند جدرة البقر وتوجه إلى عند قبة النصر، ثم إن الأتابكى برقوق نادى للعوام بنهب بيت الأمير بركة فنهبه العوام وأحرقوا بابه وأخذوا رخامه وأبوابه. فأقام الأمير بركة بقية النصر ذلك اليوم فلما أصبح يوم الأربعاء ركب الأمراء الذين من عصبة الأتابكى برقوق ووقفوا فى الرملة ونزل السلطان إلى الحراقة التى بالأسطبل ودقت الكوسات حربى والأتابكى برقوق فى باب السلسلة لم يتزحزح. فلما كان وقت الظهر أرسل بركة يقول للأتابكى برقوق ايش أخر هذا الحال؟ فأرسل برقوق يقول له: إلى أى مكان يختاره من سلك إليه. فلما رجع القاصد بهذا الخبر إلى بركة فما أعجبه هذا الجواب.

وكان ذلك اليوم نهار شديد الحر فينقلق الأمراء الذين كانوا مع بركة من شدة الحر، فقالوا: للأمير بركة إن هذا الوقت كل أحد من العسكر مقبل فى بيته والرملة خالية من العسكر فركب الأمير بركة فى ذلك الوقت المحر وقسم العسكر الذين كانوا معه فرقتين،

<<  <   >  >>