للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طريقة الأتابكى يلبغا فنقل أمره على الناس وعلى الأشرف شعبان، فلما كانت ليلة الأحد رابع شوال من السنة المذكورة ركب الأمراء وطلعوا إلى الرملة وقصدوه وأمسكوا الأمير أسندمر وجماعة من مماليك يلبغا فنزل السلطان إلى الحراقة ودقت الكوسات حربى ووقف الأمراء بسوق الخيل فلم يركب أسندمر من بيته الذى فى الكبش إلى طلوع الشمس فلما ركب طلع إلى باب القرافة وخرج منه وتوجه إلى نحو الجبل وطلع من القلعة وجاء من السرة فلم يشعر الأمراء إلا وهو تحت الطبلخاناه السلطانية، فلما رآه الأمراء هرب أكثرهم ولم يلبث غير الأمير الجامى والأمير أرغون شاه فاتقع مع الأمير أسندمر إلى قريب الظهر فلم يساعدهما أحد من الأمراء فهرب الجامى وأرغون شاه وانتصر عليهما أسندمر. فلما انتصر فلم يخلع الملك الأشرف شعبان من الملك لكنه مسك جماعة كثيرة من الأمراء نحو ثمانية مقدمين ألوف وغيرهم من الأمراء الطبلخاناه والعشروات نحو أحد عشر أميرا وقيد الجميع وأرسلهم إلى الاعتقال بثغر الإسكندرية وذلك فى شهر شوال من السنة المذكورة. ثم إن السلطان أخلع على من يذكر فيه من الأمراء وهم:

الأمير أسندمر الناصرى استقر أتابك العساكر على عادته وأخلع على الأمير أزدمر العمرى الناصرى الشهير بالخازندار واستقر أمير سلاح وكان قبل ذلك نائب طرابلس وتقدم ذلك والأمير ازدمر هذا هو جد والد المملوك، مؤلف هذا التاريخ، وكان جد والده لأمه وكان له بر ومعروف وآثار، إنه أنشأ خانا بالقرب من حلب يسمى خان سراقب وجعله للسبيل، وأنشأ حوضا وسبيلا فى خيمة بنى سعد من معاملة فاقم، وله غير ذلك أوقاف على الحرمين الشريفين، وكان ناظرا إلى فعل الخير كثير البر والصدقات تغمده الله برحمته ورضوانه. ثم إن السلطان استقر بالأمير جركمر المنجلى أمير مجلس والأمير الطنبغا اليلبغاوى رأس نوبة النواب واستقر بالأمير بيرم العرى دوادار كبير واستقر بجماعة كثيرة من الأمراء غيرهم فى وظائف كبيرة وأنعم عليهم بتقادم ألوف وأنعم على جماعة من الأمراء بطبلخانات وعشروات وذلك عوضا عمن سجن منهم.

وفى هذه السنة: قبض السلطان على الصاحب فخر الدين بن قرونية وسلمه إلى الأمير قرابغا الصرغتمشى فعاقبه إلى أن مات تحت الضرب وأحرق أصابعه بالنار واستصفى أمواله.

<<  <   >  >>