مماليكه ومن الأمراء ولا سيما قتله للسلطان حسن أستاذه. فلما كانت ليلة الأربعاء ركب مماليك يلبغا على أستاذهم وكسروا عليه وهو فى الخيام، فلما أحس بهم ركب فرسه تحت الليل وهرب منهم، وعدى من بر الجيزة إلى بر مصر وتوجه إلى بيته الذى فى الكبش وأرسل منع المراكب بألا يعدوا بأحد من المماليك.
فلما أصبح الصباح اجتمع عند يلبغا جماعة الأمراء منهم طيبغا العلائى حاجب الحجاب والأمير أينبك البدرى أمير أخور كبير وغيرهم من الأمراء هذا ما كان من أمر يلبغا.
وأما ما كان من أمر مماليكه فإنهم لما علموا بهروب أستاذهم اجتمعوا كلهم وجاءوا إلى عند السلطان الملك الأشرف شعبان وقالوا له قم واركب معنا وإلا قتلناك فأنه لا يبقى عليك ولا علينا فقام السلطان وركب معهم إلى أن وصل إلى بولاق التكرور فأقام السلطان هناك ومن معه من الأمراء ومماليك يلبغا. فلما سمع يلبغا بذلك طلع إلى القلعة وأخرج سيدى أنوك أخو السلطان الأشرف شعبان وسلطنه وخلع الأشرف شعبان من السلطنة ولقب سيدى أنوك بالملك المنصور. ثم إن يلبغا أخذ المنصور أنوك ونزل من القلعة واخذ معه الأمراء الذين من عصبته وتوجهوا إلى الجزيرة الوسطى، فصار الأشرف شعبان بمن معه من العسكر فى بولاق التكرور والأتابكى يلبغا بمن معه من العسكر فى الجزيرة الوسطى والقتال بينهما عمال، وهم يترامون بالنشاب فى المراكب والنفط والكوسات عمالة إلى بعد العصر وكان ذلك فى يوم الجمعة. فلما دخل الليل جاء إلى الأشرف شعبان شخص من النواتية يسمى محمد بن لبطة كان رئيسا فى أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون فقال للأشرف شعبان أنا أعدى بك إلى ذاك البر أنت والعسكر فأحضر ثلاثين غرابا من الأغربة التى كانت قد عمروها بسبب الجهاد فكسر بروقها وعمرها بالمقاديف وأوسقهم بالخيول والعسكر ثم عدى بالسلطان من الوراق إلى جزيرة الفيل وذلك فى ليلة السبت فطلع إلى القلعة، فلما أصبح الصباح تسامعت به الناس والتف عليه أكثر العسكر فلما سمع من كان مع يلبغا بطلوع السلطان إلى القلعة صاروا يتسحبون من عند يلبغا ويطلعون إلى عند الأشرف شعبان فصار يلبغا فى نفر قليل من العسكر وتلاشى أمره وظهر عليه العجز ولم يبق معه من الأمراء سوى طيبغا العلائى حاجب الحجاب فعند ذلك زحف يلبغا وطلع إلى الرملة فوقف ساعة عند باب الميدان فلم يطلع إليه أحد من العسكر، فلما رأى يلبغا أمره فى إدبار نزل عن فرسه قدام باب السلسلة وصلى ركعتين وحل سيفه وأعطاه لطيبغا حاجب الحجاب وركب فرسه وقصد التوجه إلى بيته الذى بالكبش فلما تحقق العوام بأنه انكسر فرجموه وهو رايح إلى بيته