الإنكار. فشد عليه فاعترف به وأحضره، فلما رآه المعز تحير فيه من الجواهر، وقد أخذ اليهودى منه صدره درقين واعترف أنه باعهما بألف وستمائة دينار. فأخذه المعز منه بعد ما أستوعده بكل شئ ودفعه إلى زوجة الإخشيدى. فسألته أن يأخذه هدية منها فأبى قبوله منها، فأخذته وانصرفت.
وكان المعز عادلا منصفا للرعية، غير أنه كان رافضيا سبابا للصحابة. قيل وكان من بلاد حلب إلى بلاد الغرب إلى الحرمين الشريفين تحت حكم الخلفاء الفاطميين ويخطب فيها باسمهم. ومن بغداد إلى سائر ممالك الشرق وأعمالها تحت حكم الخلفاء من بنى العباس ويخطب فيها باسمهم.
وقيل: لما توفيت الست عبده بنت المعز وكانت تزوجت بعد موت أبيها المعز فوجدوا فى تركتها ثلاثمائة صندوق فيها ذهب وعين ووجدوا عندها ثلاثين ألف شقة من الحرير الأصفر من لون واحد، ووجدوا عندها أردبا من الفصوص الزمرد واللؤلؤ الكبار والياقوت الملون، ووجدوا عندها مدهنا من الياقوت وزنه سبعة وعشرون مثقالا لم تعرف له ثمن من قيمته.
وذكر بعض المؤرخين أن المعز لما دخل إلى القاهرة حمل معه من الأموال والتحف من بلاد الغرب ما لا يسمع بمثله، فمن جملة ذلك قيل كان معه من التحف قبة من البلور قطعتين، فجلس فيها أربع أنفس وكانت إذا وضعت فى الليلة المقمرة يخفى ضوء القمر من شعاعها. وكان فى قصره أربع خوابى من البلور كل خايبة تسع زاويتين من الماء وغير ذلك من التحف. وذكروا عنها بعض المؤرخين أنها كانت تعزل الكبار وتأكل كديدها فى مدة حياتها إلى أن ماتت.
وقيل: توفى المعز فى شهر ربيع الأخر من سنة خمس وستين وثلاثمائة، ونازاه من العمر لما توفى نحو أربعين، ودفن عند سيدى زين العابدين (١) جد السيدة نفيسة ﵄ وهو عند الكيمار التى بالقرب من حدرة بن قمحة.
(١) هو على بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو الحسين وأبو الحسن أو أبو محمد وأبو عبد الله المدنى زين العابدين. قال الزهرى: ما رأيت قرشيا أفضل منه ولا أفقه. وقال مالك: كان من أهل الفضل. وقال ابن المسيب: ما رأيت أورع منه. وقال ابن أبى شيبة: أصح الأسانيد كلها الزهرى -