للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادس شهر رجب سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، فلبس خلعة السلطنة من الحراقة التى فى الأسطبل السلطانى وركب منها وطلع إلى باب سر القصر الكبير، وكان الأمير جانى بك قلقسيز أمير سلاح حامل السنجق السلطانى على رأسه، وذلك لفقد القبة، وله الطير من الزردخاناه. فلما طلع إلى القصر باس له الأمراء الأرض، ودقت الكوسات له ونودى باسمه فى القاهرة وضج الناس له بالدعاء وتلقب بالملك الأشرف وفرح به الناس ولا سيما المماليك الخشقدمية وكان اشترط على العسكر أنه ما ينفق عليهم نفقة السلطنة فرضوا بذلك منه وتم أمره فى السلطنة، واستقامت أحواله بها فعند ذلك أخلع على من يذكر من الأمراء أرباب الوظائف وهم: الأمير جانى بك قلقسيز أمير سلاح فأخلع عليه واستقر به أتابك العساكر عوضا عن نفسه وأخلع على الأمير برد بك هجين واستقر به أمير سلاح عوضا عن الأمير جانى بك قلقسيز، وأمر بإحضار الأمير قرقماش الجلب من دمياط، فلما حضر أخلع عليه واستقر به أمير مجلس عوضا عن المقر الشهابى وأحمد بن العينى، وكان الأمير قرقماش الجلب قبل أن يبقى أمير سلاح وأخلع على الأمير يشبك من مهدى واستقر به دوادارا كبيرا عوضا عن خاير بك وخلع على الأمير جانى بك الفقيه واستقر به أمير اخور كبير عوضا عن الأمير برد بك هجين وأخلع على الأمير نانق واستقر به رأس نوبة النواب عوضا عن الأمير مشكلدى البيسقى واستقر بالأمير تمر حاجب الحجاب على عادته وأخلع على الأمير فانى يزدى الأينالى واستقر به دوادارا ثانيا فأقام مدة يسيرة ومات فى الفصل ما استقر من بعده بالأمير يشبك وقيل تانى بك قرا دوادار ثانى فى الفصل، فاستقر من بعده بالأمير يشبك من حيدر والى القاهرة، وأخلع على الأمير قانصوه الخسيف واستقر به محتسب القاهرة، ثم بقى ساد السربخاناه الشريفة، ثم أنعم عليه بتقدمة ألف بعد مدة، وأنعم على الأمير تمراز الشمسى بتقدمة ألف، وأنعم على الأمير برقوق الظاهرى بتقدمة ألف، وأنعم على جماعة من الأمراء الظاهرية بتقادم ألوف، وعلى جماعة من الأينالية والأشرفية بأمريات أربعين وأمريات عشرة، فهذا كان ترتيب الأمراء أرباب الوظائف فى صدر دولته، ثم انتقلت الوظائف من بعد ذلك إلى جماعة كثيرة من الأمراء الظاهرية والأينالية والأشرفية حسبما يأتى ذكرهم فى مواضعه، فاستقامت أموره فى السلطنة وفيه يقول الشهاب المنصورى.

سلطاننا الأشرف فى بذله … وعدله قد جمع الفضلا

<<  <   >  >>