للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى جماعة من الأمراء بأمريات أربعين وعشراوات ثم انتقلت الوظائف من بعد ذلك إلى جماعة كثيرة من الأمراء. فلما استقر فى السلطنة واستقام أمره وثب عليه جماعة من المماليك الظاهرية، والتف عليهم جماعة من المماليك السيفية، فلبسوا آلة الحرب وطلعوا إلى الرملة، فنزل السلطان إلى باب السلسلة وجلس بالمقعد المطل على سوق الخيل ودقت الكوسات حربى، ثم إن المماليك توجهوا إلى بيت الخليفة حمزة وركبوه من عنده وأترابه إلى البيت الكبير الذى فى حدرة البقر فأقام هناك ساعة وإذا بالجمع قد انفض بعد قتال هين، فعند ذلك قام الخليفة وتوجه إلى بيته وكان السلطان لما بلغه هذه الحركة أرسل يقول للخليفة غيب من بيتك إلى أن تنقضى هذه الحركة فلم يسمع الخليفة ذلك، ولم يغب من بيته وظن أن هذه الحركة تحصل له فيها نفع كما حصل له فى سلطنة الأشرف أينال، فكان الأمر بخلاف ذلك وما حصل له طايل كما قيل المدع التعرض أن الأمر مقدوره وليس للسعى فى الإدراك نابير.

هو المرء يعجز عن تحصيل خرذلة … بالسعى إن لم يساعده المقادير

فلما أصبح السلطان طلب الخليفة ووبخه بالكلام فلم يقدر الخليفة بنطق بحرف واحد وأمسك لسانه عن حجته وكان بعض صمم، ثم إن السلطان أمر بإدخال الخليفة إلى قاعة البحرة ثم أرسله إلى السجن بثغر الإسكندرية وولى أخاه الجمالى يوسف ودام الخليفة مقيما بالإسكندرية إلى أن مات بها، وقد تقدم ذلك عند تراجم الخلفاء، ثم فى أثناء دولة الأشرف اينال جاءت الأخبار بأن قرمان أظهر العصيان، فأرسل السلطان له تجريدة وتوجه جماعة من الأمراء والعسكر إلى هناك وأقاموا مدة وعادوا وهم سالمون.

ثم من بعد ذلك عين السلطان تجريدة إلى بلاد الفرنج وكان باش العسكر أمير يونس الدوادار الكبير وأمر السلطان بعمارة مراكب الأغربة بسبب الغزاة فقاموا نحو اثنى عشر غرابا، فنزل السلطان أينال إلى الجزيرة الوسطى وكشف عن هذه الأغربة وعاد إلى القلعة وكان يوم نزوله إلى الأغربة يوما مشهودا وتوجهوا إلى الأمراء إلى بلاد الفرنج وعادوا وهم سالمون بغير قتال.

ثم فى سنة ستين وثمانمائة: حجت خوند بنت خاص بك زوجة الملك الأشرف أينال وكان أمير المحمل المقر الشهابى أحمد ولد الملك الأشرف أينال، فخرج من القاهرة فى محمل يزايد من العظمة، وحج معه أخوته وهى زوجة الأمير يونس الدوادار الكبير والأخرى

<<  <   >  >>