للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما هلك ذا الفيل مرزوق، فصرت أقول … تعا اسمعوا بالله يا ناس إلى جرة

الفيل وقع يوم الاثنين فى القنطرة

ولما كان يوم الجمعة ثانى شوال من السنة المذكورة: وقع بين الأمراء تشاجر وهم:

الأمير نوروز الحافظى والأمير جكم العوصى والأمير سودون طاز أمير أخور كبير، فألبسوا آلة الحرب، وطلعوا إلى الرملة، فنزل السلطان إلى المقعد المطل على سوق الخيل فاستمرت الحرب قائمة فى ذلك اليوم. فأرسل السلطان الخليفة والقضاة الأربعة، فمشوا بين الأمراء بالصلح، فاصطلحوا وخمدت بينهم الفتنة وطلعوا إلى القلعة، فأخلع عليهم السلطان ونزلوا إلى بيوتهم.

فلما نزلوا أرسل السلطان إلى الأمير جكم العوصى خلعة وقال له هذه الخلعة لا حول، وقانباى بأن يكون نائب حماة. فقال: امضوا بها إليه، فلما جاءوا إلى بيته لم يجدوه فى بيته، ثم إن الأمير جكم خرج بعد العشاء هو وأخوه قانى باى العلاى والأمير قرقماس الإينالى وجماعة من المماليك نحو خمسمائة مملوك، فتوجهوا إلى بركة الحبش ونصبوا خيامهم هناك، وأقاموا على سبيل التنزه.

ثم إن الأمير نوروز طلع إلى القلعة وصلى الجمعة مع السلطان ونزل إلى بيته، ثم بعد ساعة أرسل السلطان خلعة، فقال: أنا كما كنت عند السلطان ايش يعمل بى كما كان. ثم إن نوروز اجتمع بالأمير تمربغا المشطوب والأمير سودون من زادة وغيرهما من الأمراء وتوجهوا تحت الليل عند الأمير جكم الدوادار فى بركة الحبش.

فلما كان يوم السبت: اجتمع الأمراء الذين من غضبة السلطان الملك الناصر فرج وطلعوا إلى سوق الخيل، فنزل السلطان إلى الإسطبل، فأشار عليه الأمراء بأن يتوجه إلى بركة الحبش ويقع مع الأمراء الذين هناك.

فركب السلطان ومعه الخليفة المتوكل والقضاة الأربعة وجميع العسكر ممن بقى من الأمراء وتوجهوا نحو بركة الحبش فأقبل إليهم الأمراء الذين كانوا هناك، فاتقعوا عند القاضى بكار، فكان بينهم وقعة عظيمة فقتل هناك ثلاثة من المماليك السلطانية وجماعة كثيرة من الغلمان. وأقبل السلطان ومعه السواد الأعظم من العسكر والزعر بالمقاليع والترك بالنشاب، فانكسر جكم ونوروز وبقية الأمراء الذين كانوا معهم.

<<  <   >  >>