وفى يوم السبت ثالث وعشرين شهر رمضان من السنة المذكورة: خلع على من يذكر فيه من القضاة وهم: قاضى القضاة ناصر الدين بن الصالحى، واستقر قاضى القضاة الشافعية بمصر عوضا عن القاضى صدر الدين المناوى بحكم أسره عند تمرلنك.
وأخلع على القاضى أمين الدين الطرابلسى واستقر قاضى قضاة الحنفية بمصر عوضا عن قاضى القضاة جمال الدين الملطى بحكم وفاته. وأخلع على القاضى ولى الدين بن خلدون المغربى واستقر قاضى القضاة المالكية بمصر عوضا عن قاضى القضاة نور الدين بن الجلال بحكم وفاته. وأخلع على القاضى مجد الدين بن سالم واستقر قاضى قضاة الحنابلة بمصر عوضا عن قاضى القضاة موفق الدين بحكم موته.
وأخلع على من يذكر من الأمراء أرباب الوظائف والنواب وهم: المقر السيفى تغرى بردى، واستقر نائب الشام وخرج من يومه إلى دمشق ليعمر ما أفسده تمرلنك من دمشق، فقد بلغ السلطان أن تمرلنك رحل عن دمشق ثم حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير شيخ المحمودى نائب طرابلس وكان تمرلنك أسره، فهرب منه فلما حضر أخلع عليه السلطان واستقر به نائب طرابلس على عادته كما كان، وخرج من يومه بسبب عمارة طرابلس. ثم حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير دقماق المحمدى نائب حماه وكان أسيرا عند تمرلنك فهرب منه.
فلما حضر أخلع عليه واستقر به نائب حماة على عادته، وخرج من يومه بسبب عمارة حماه، وأخلع على الأمير تمربغا المنجكى واستقر نائب صفد.
وأخلع على الأمير تنكز الحططى واستقر نائب بعلبك، وأخلع على الأمير طولوا من على شاة واستقر نائب ثغر الإسكندرية، وأخلع على الأمير بشباى من باكى واستقر حاجبا ثانيا ثم بقى فى أخر دولته حاجب الحجاب، وأخلع على الأمير نوروز الحافظى والأمير يشبك الشعبانى واستقر كل منهما مشير الدولة الشريفة ولتدبير أمور المملكة ثم بعد مدة يسيرة حضر إلى الأبواب الشريفة بريدى ومملوك من عند نائب قلعة حلب وعلى يديهما كتاب من عند تمرلنك يتضمن طلب قرابته اطلمش وتسمى أيضا اطلندى، وكان قد أسر فى جاليش عسكر تمرلنك، لما كان السلطان نازلا على دمشق فأرسل تمرلنك يقول للسلطان إذا أطلقت اطلمش أطلق لك جميع من عندى من الأسرى، فأحضر السلطان الأمراء وقرأ عليهم كتاب تمرلنك واستشارهم فى ذلك، فأشاروا عليه بأن يطلق اطلمش ويرسله إلى تمرلنك.