للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبب وروده وقد نجده يصحح رواية بيت أو يضيف إليه أبياتًا تفيد إضاءة المعنى، مثال ذلك قوله في بيت أعشى باهلة:

لَا يَتَأَرَّى لِمَا فِي الْقِدْرِ يَرْقُبُهُ

والبيت مركب من بيتين وصحة إنشاده:

لَا يَتَأَرَّى لِمَا فِي الْقِدْر يَرْقُبُهُ … وَلَا تَرَهُ أَمَامَ الْقَوْمِ يَقْتَفِرُ

لا يَغْمِرُ السَّاقَ مِنْ أَيْنٍ لَا وَصَبٍ … وَلَا يَعَضُّ عَلَى شُرْسُوفِهِ الصَّفَرُ (١)

وقد بذل جهدًا كبيرًا في خدمة النص بحيث قام بمقابلة نص "أدب الكتاب" بنسخه كلها، منها ما نص عليه في قوله: "وقد تأملته في عدة من النسخ المضبوطة الصحاح فوجدته بالباء، والصحيح في هذا أنهما لغتان وإسقاط الباء أفصح وأكثر" (٢). وحاول تقصي الروايات التي روي بها وهي:

- روايته من طريق أبي نصر هارون بن موسى الراوي عن أبي البغدادي.

- من طريق رواية عيسى بن محمد بن صاحب الأحباس وهو نفسه أصل ابن أبي الحباب.

- رواية أبي جعفر بن قتيبة الراوي عن أبيه.

وقد أشار إلى ذلك في ذكر كتبهم بقوله: كتاب أبي نصر، كتاب أبي علي، كتاب أبي جعفر، كتاب ص، كتاب س. . .

وكذلك قابل "أدب الكتاب" بمصادر أخرى من نفس موضوعاته منها: "أدب الكتاب" للصولي، و"لحن العامة" للزبيدي، و"إصلاح المنطق" لابن السكيت، وبشروحه ومنها "الاقتضاب" للبطليوسي.

كما أن الجذامي أخذ بتصويبات البطليوسي لـ"أدب الكتاب"، وهذا التصرف معتبر لديه ووجب أن نأخذه بعين الاعتبار؛ لأن إيراده تلك التصويبات دون التعقيب عليها دليل تأكيد على ما جاء فيها من تصويب ونقد. كما أن كتاب "الانتخاب" لم يخل من آراء الجذامي النقدية مثال قوله:


(١) الانتخاب: ١٨٧ - ١٨٨.
(٢) الانتخاب: ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>