للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وَكُلُّ صانع عند العرب قَيْنٌ"، و"وَالْهَالِكِيُّ: الْحَدَّادُ، وَالنِّهَامِيُّ: النَّجَّارُ" (١).

وكذلك إحاطته بأنسابهم، يقول: "لأن قضاعة تحولت من معد بن عدنان إلى اليمن وادعت أنها من ولد حمير حتى قال بعض شعرائهم:

قُضَاعَةُ بْنُ مَالِكِ بْن حِمْيَرِ … النَّسَبُ الْمَعْرُوفُ غَيْرُ الْمُنْكَرِ

قال أبو رياش: فأنشد بعض العلماء بالنسب هذا الشعر فقال: لا بل والله النسب المنكر غير المعروف" (٢). وقد وجدناه ينسب كثيرًا من أعلام كتاب "الانتخاب" وشعرائهم إلى قبيلته بقوله: الفزاري، الفقعسي، النميري، الهذلي، وغير ذلك.

كما أحاط بلغة العرب والقبائل مما يسر عليه معرفة تقاليب الكلمات واستعمالاتها المتعددة الشائعة أو النادرة وكذا شرحها.

وقد ظلت شخصية الجذامي مسيطرة على الشرح كله بحيث إنه تحكم في ترتيب الموضوعات، محافظًا على نفس ترتيب "أدب الكتاب"، وفي تشكل النص بما يوافق منهجه العام، وفي إيراد الشواهد المناسبة في المواضع المناسبة، وهذا ما حرص على الالتزام به.

وقد لاحظنا براعته في استثمار الشاهد القرآني والحديثي والشعري والمثل على امتداد الشرح، والمتبع للشرح يلمس ذلك جليًا، إذ لا يخلو فصل أو باب من شاهد يدعم قوله وسيأتي تفصيل الحديث عن ذلك.

كما أن الجذامي غالبًا ما يتصرف في بعض النقول دون أن يمس ذلك جوهر التوثيق الذي نزع إليه وكان سمة تميّز بها، وذلك بردها إلى أصحابها وذكر الكتاب الذي أخذ منه النقل، من ذلك قوله: "ويؤيده أيضًا أن أبا عمرو الشيباني قال في كتاب "الحروف": الْعِرْضُ الْجَسَدُ، حكاه عن العذري" (٣).

كما نزع إلى توثيق الشعر بذكر الشاعر ورواية الشعر وتعدد رواياته


(١) الانتخاب: ٥٢٦ - ٥٢٧ - ٥٢٨.
(٢) الانتخاب: ٥٣٣.
(٣) الانتخاب: ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>