للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء الشرح مواكبًا لهذه الخاصية، إلا أنه لم يبق محصورًا فيها، بل تعداها لكي يكون كتابًا موسوعة.

* المطلب الثالث* الثقافة الفقهية

تجلّت في إحاطة الجذامي بالقواعد الفقهية، ومنها التي أثارها في المقدمة مثال: الزعيم غارم، لا طلاق في إغلاق، لا يغلق الرهن، وغيرها (١). وقد فصل فيه القول تفصيلًا جيدًا بحيث أشار إلى أصلها من الكتاب والسنّة وأحاديث رسول الله ، وأورد المذاهب التي قالت كلمتها في ذلك بإثارة موطن الخلاف بينها، مثال: تفصيل قضية البيع والشرط في الفقه الإسلامي واختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلى وابن شبرمة (٢) في هذه المسألة.

كما أن كتاب "الانتخاب" دليل على نبوغ الجذامي في التفسير، وقد تبين ذلك في إيراد أسباب النزول وأوجه القراءات لبعض الآيات القرآنية التي أوردها شاهدًا على ما ذهب إليه.

كما أن الجذامي أبان عن معرفة جيدة بالحديث وروايته، بأسانيده ومتنه، وكثرة الأحاديث التي أوردها دليل على اعتمادها كشاهد في الشرح والإعراب، إيمانًا بأهميتها وحجيتها، وقد عمل على شرح غريب مفردات الحديث، وعمل على إيراد سند بعض الأحاديث بأسانيد مختلفة مثال ما ورد في حديث ابن سيرين في قول رسول الله : (لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ حُمَةٍ أَوْ نَفْسٍ) (٣).

وأشار إلى كتب الحديث، ومنها: "صحيح مسلم"، و"مسند أحمد بن خالد"، و"غريب الحديث" لابن قتيبة، و"غريب الحديث" لأبي عبيد وغيرها.


(١) الانتخاب: ٨٠.
(٢) الانتخاب: ٨٩ - ٩١.
(٣) الانتخاب: ١٣٦ - ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>