[المبحث الرابع موقف الجذامي واستفادته من المادة العلمية]
جمع الجذامي في الانتخاب مادة علمية هامة من جميع ما استطاع أن يفيده في إغناء شرحه، لهذا فهو يجمع من المصادر التي ذكرناها ما يعضد به الشرح، شروح سابقة لأدب الكتاب وتفسير لأبياته، أو إضافة ما يمكن أن يفيد في توضيح المعنى، أو مآخذ على ابن قتيبة فيه أو إثارة القضايا التي لم يقف عنده الشراح السابقون أو التي أثاروا جانبًا منها. وقد استفاد من المصدر التي اعتمدها من جهتين:
* من حيث كونها مصادر للنقول كـ "العين" و "الجمهرة" و "الزاهر"، "المقصور والممدود" لأبي علي، و"معاني الشعر" وغيرها.
ومن كونها طرقت نفس المواضيع التي تعرض لها ابن قتيبة كـ "فقه اللغة" و"إصلاح المنطق" و "الأنواء" و "أدب الكتاب" للصولي.
أو كانت نفسها شروحًا لـ "أدب الكتاب" كـ "الاقتضاب" و "تفسير الزجاجي الرسالة الكتاب"، أو تعليقات على أدب الكتاب: كتعليقات أبي علي المقالي وتعليقات سليمان بن يزيد السعدي.
* ومن حيث كونها مصادر للشاهد، وهكذا يتنوّع الشاهد في "الانتخاب" فمنه الشاهد القرآني والحديثي والشعري والأخباري والمثل.
[المطلب الأول: الشاهد القرآني]
استفاد منه الجذامي استفادة بليغة وذلك في تأصيل بعض المسائل الفقهية، أو تأصيل للقواعد النحوية أو اللغوية، أو شرح المعاني المختلفة بالرجوع إلى أوجه القراءات، وقد بلغت الآيات التي استشهد بها الجذامي