إن توفُر الشرح على هذا الكمّ من المصادر وتنوُّعها لدليل على استقصاء الجذامي لمادة الشرح، وإن إيراده لها لدليل على أمانته العلمية، وكذا تنوُّع مخزونه الثقافي. ومنها ما ذكر مرة واحدة، ومنها ما تكرر ذكره، ومنها ما ذكر مرة واحدة رغم أن الجذامي أخذ منها نقولًا كثيرة.
كما نقل من مصادر أخرى لم يذكرها البتة، أو ذكرها دون أن ينسبها إلى أصحابها ومنها كتاب:"كتاب الأبواب" و "كتاب الأجناس" للأصمعي، وعنوانه:"كتاب الأجناس في أصول الفقه" ذكره صاحب "كشف الظنون"(١). و"كتاب الموعب": وهو لابن التياني وقد اختلف في تسميته، وهو مما لم نعثر عليه، وقد استأنسنا بقول السيوطي فيه:"عمل كتابه العظيم الفائدة الذي سماه "الموعب" بفتح العين، وأتى فيه بما في "العين" من صحيح اللغة، إلا أن هذا الديوان قليل الوجود لم يعرج الناس على نسخه، بل مالوا إلى "جمهرة ابن دريد"، و "محكم ابن سيدة" ولم يعرجوا أيضًا على "بارع" أبي علي البغدادي و"موعب" أبي غالب بن التياني المذكور، وهما من أصحّ ما