للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثاني بين الجذامي وابن السيد البطليوسي]

عرفنا أن عددًا من العلماء الذين جاءوا بعد ابن قتيبة عنوا بكتابه لما له من أهمية، فشرحوه وأغنوه بزياداتهم التي رأوها ضرورية، لتوضيح ما في الكتاب من غموض. وإذا كان الجذامي في الانتخاب قد كفانا مؤونة البحث عن أدلة نثبت بها مدى استفادته من كتاب الاقتضاب لابن السيد البطليوسي، فقد ذكر ذلك في مقدمة الشرح ورمز له بـ "ط"، فإنه لم يشر أنه أخذ عن الزجاجي، وقد أثبتنا ذلك برد نقول الزجاجي إلى مظانها وجلّها من "تفسير رسالة أدب الكتاب" له. وكذلك أخذه عن الجواليقي في شرحه، فليس في الشرح ما يثبت أنه استفاد منه أو نقل عنه، كما أن الجذامي استوفى في شرحه المادة اللغوية للكتاب، إلا أن الجواليقي لم يعرها اهتمامًا كبيرًا وإن اهتم بشواهد الكتاب، وقد سبق ذكر ذلك.

لذلك سنركز على شرح البطليوس ولسنا نجد صعوبة إذا ما رجعنا إلى الشرحين ووازنا بينهما. صحيح أن الجذامي أخذ عن ابن السيد في الاقتضاب ونقل عنه كثيرًا، لكن بالرجوع إلى متن كتاب أدب الكتَّاب وإلى الشرحين تبين لنا أن الجذامي شرح ما لم يشرحه ابن السيد، ونقده وصحح ما غلط فيه، وذكر ما استغنى البطليوسي عن ذكره.

وقد تفرّد الجذامي في شرحه بمميزات عديدة نذكر منها:

١ - شرح الجذامي ما لم يشرحه ابن السيد، ومن خلال تتبُّع أبواب الشرح وإحصاء الألفاظ داخلها تبين لنا ذلك، وهي كالآتي:

<<  <  ج: ص:  >  >>