للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثالث منهج الجذامي في نسبة الآراء إلى أصحابها]

لقد سطّر الجذامي لنفسه منهجًا في نسبة الآراء لأصحابها في المقدمة فقال: "ونسبت كل قول إلى قائله بعلامات تدل على أسمائهم طلبًا لترك التطويل بالإفصاح عنهم؛ فجعلت ط علامة أبي محمد عبد الله ابن السيد البطليوسي و ز: علامة الزجاج و ر: علامة عما نقلته من خط الأستاذ أبي سليمان داود بن يزيد السعدي … " (١). ويستفاد من هذا الاختزال أن الجذامي عزم على النقل عن هؤلاء الكتاب أكثر من غيرهم ليتفادى التكرار والتطويل، وهذا ما لمسناه في الشرح فعلًا.

أما رمز "ع" فقد جعلها الجذامي علامة عما أخذه من تعليقات أخذها من كتب شتى وهذا الأمر يعدّ من حسناته ويضيء جانبًا من ثقافته، فقد أشرنا إلى أنه تلقى علومه عن أقطاب في العلوم الشرعية كـ "الخشني" في علوم الحديث، وقد اتصف بأخلاق أصحاب الحديث وهي التحري والتثبت والدقة والضبط والحفظ، فقد اصطبغت هذه الصفات بالجذامي وتولدت على هذا النحو، فهذه "التعليقات" إشارة إلى أمانته، فهي لا تعدو أن تكون له خالصة تكوّنت له باطلاعه الكبير على كتب عصره ولكنه آثر ألا ينسبها لنفسه تحريًا للأمانة العلمية، ولأن كثرة محفوظه من الكتب جعلته لا يميّز نسبة النقل بدقة مما ألجأها إلى هذا التعميم.

وقد تنوّعت نقول الجذامي، فهي نقول عن اللغويين والنحويين والفقهاء، وأصحاب الحديث، والأدباء، والأعراب، وعلماء الرياضيات.

وسنقدم جدولًا لأصحاب النقول بما فيهم من رمز إليه الجذامي بعلامات


(١) الانتخاب: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>