للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أعانه على ذلك الاقتضاب للبطليوسي، فقد اعتمد عليه في هذه المهمة اعتمادًا كبيرًا، كما أنه نسب ما لم ينسبه البطليوسي أو شابه اختلاف في النسبة مثل نسبة البيت: (كامل)

"زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا … وَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الْغَلَّابِ

فهو ينسب لحسان بن ثابت ولكعب بن مالك" (١). وكذلك نسبة البيت: (وافر)

"كَتَمْتُ عَوَاذِلِي مَا فِي فُؤَادِي … وَقُلْتَ لَهُنَّ لَيْتَهُمْ بَعِيدُ

يروي لبشار بن برد ويروى لعروة بن أذينة الفقيه" (٢). ورواية البيت: (مجزوء البسيط)

"وَاللهِ وَاللهِ لَنِعْمَ الْفَتَى الْأَعْرَجُ … لَا النِّكْسُ وَلَا الْخَاذِلُ

وهو يروى لعبيد بن الأبرص وللنابغة الذبياني" (٣).

وقد لاحظنا أن حظر شعراء الأندلس كان ضئيلًا في كتاب "الانتخاب" إذ لم يذكر إلا بيتًا لمحمد بن هانئ وهو قوله: "ومن بديع ذلك قول محمد بن هانئ يصف جيش المعز: (طويل)

وَأَرْعَنَ يَحْمُومٍ كَأَنَّ أَدِيمَهُ … وَقَدْ أُشْرِعَتْ أَرْمَاحُهُ ظَهْرُ شَيْهَمِ" (٤)

[المطلب الرابع الشاهد من الأمثال]

استفاد الجذامي من الأمثال بحيث خدمت الشرح خدمة مزدوجة، فبالإضافة إلى المتعة التي بثت في النص، عملت على توشيح النص بالمعاني المبينة والموضحة. وقد بلغت ١٠١ مثلًا منها: "رغم أنفه، قمقم الله عصبه، أسكت الله نأمته، أباد الله خضراءهم، وغيرها مما جاء في باب ما يستعمل


(١) الانتخاب: ٩٨.
(٢) الانتخاب: ١٤٢.
(٣) الانتخاب: ٥٨٧.
(٤) الانتخاب: ٤٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>