للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما يذكر ويؤنث]

قوله: "الْمُوسَى: قَالَ الْكِسَائِيُّ" (١) إلى آخر الفصل.

ط: "كَوْنُ "مُوسَى" عَلَى وَزْنِ مُفْعَلٍ لَا يَمْنَعُ أَنْ تَكُونَ مُؤَنَّثَةً وَتَكُونُ مِنَ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَا عَلَمَ فِيهَا لِلثَّأْنِيثِ كَالْقَوْسِ وَالْأَرْضِ وَالشَّمْسِ، وَأَحْسِبُ مَنْ أَنْكَرَ كَوْنَهَا مُؤَنَّثَةً لَلَزِمَ أَنْ تَكُونَ فِيهَا عَلَامَةُ التَّأْنِيثِ كَمَا تَقُولُ: امْرَاةٌ مُكَرَمَةٌ ولا يجوز: امْرَأَةٌ مُكْرَمٌ، وَهَذَا لَا يَجِبُ لأَنَّ مُوسَى لَيْسَتْ بِصِفَةٍ جَارِيَةٍ عَلَى فِعْلٍ فَيَلْزَمَ أَنْ تَلْحَقَهَا الْهَاءُ إِنَّمَا هِيَ اسْمٌ لِلْآلَةِ الَّتِي يُحْلَقُ بِهَا، وَهِيَ مُشْتَقَةٌ مِنْ أَوْسَيْتُ رَأْسَهُ إِذَا حَلَقْتَهُ، وَقِيلَ: هِيَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ أَسَوْتُ الشَّيْءَ إِذَا أَصْلَحْتَهُ، فَأَمَّا عَلَى قَوْلِ الْكِسَائِيِّ فَيَلْزَمُ أَن تَكُونَ مُؤَنَّثَةً لَا غَيْرُ لأَنَّ فُعْلَى فِي كَلَام الْعَرَبِ لَا يَكُونُ أَلِفُهَا لِغَيْرِ التَّأْنِيثِ، وَأَنَّ مَا قَالَهُ الْكِسَائِيُّ مِنْ أَنَّ وَزْنَهَا فُعْلَى غَيْرُ صَحِيحٍ، وَكَانَ الْكَسَائِيُّ يَرَى أَنَّهَا مُشْتَقَّةٌ مِنْ مَاسَ يَمِيسُ: إِذَا تَبَخْتَرَ" (٢).

قَالَ أَبُو مِسْحَلٍ: سَمِعْتُ بَنِي أَسَدٍ يَذْكُرُونَ الْمُوسَى. مُوسَى الْحَجَّامِ وَيُجْرُونَ فَيَقُولُونَ: هَذَا مُوسَى كَمَا تَرَى، وَهُوَ مِنْ أَوْسَيْتُ ويَجْرُونَ أَسْمَ الرَّجُلِ يَقُولُونَ: هَذَا مُوسَى قَدْ جَاءَ فَيُجْرُونَهُ فَيَجْعَلُونَهُ مِنْ أَوْسَيْتُ: أَيْ قَطَعْتُ، وَمَنْ جعَلَهُ أَعْجَمِيًّا لَمْ يُجْرِهِ (٣).

وَقَالَ الْكَسَائِيُّ: سَمِعْتُهُمْ يُؤَنِّثُونَ مُوسَى الْحَجَّامِ وَلَا يُجْرُونَهَا وَهِيَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ: مُفْعَلٌ، مُؤَنَّثَةٌ فَلَا تَنْصَرِفُ فِي الْمَعْرِفَةِ (٤).


(١) أدب الكتاب: ٢٨٨.
(٢) الاقتضاب: ٢/ ١٣١.
(٣) نوادر أبي مسحل: ٧٢.
(٤) الكتاب: ٣/ ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>