تعتبر الشواهد في الشروح القديمة عنصرًا تفسيريًا مهمًا، يعتمد عليه الشارح لتأكيد آرائه وتأييد مقولاته؛ لأنها دليل صحة وأداة توضيح وتعليل، وكذلك الأمر عند الجذامي الذي وجدناه في شرحه يقف أحيانًا كثيرة عند اللفظة، ويقدم ما استجمعه من شروح وآراء العلماء وأصحاب اللغة، ويورد استشهادات من القرآن والحديث والشعر والأمثال … فكان ينطلق بنا في آفاق أغنى وأرحب. وتنقسم شواهد الشرح إلى شعرية ونثرية:
[المبحث الأول الشعر]
وتحظى الأشعار بالقسمة الكبرى بالقياس إلى موضوعات النثر، وتصل إلى: ٩٨٥ بيتًا شعريًا وما يزيد عن ١٥٠ شاعرًا، قصد بها الاستدلال والحجاج اللغوي على قضايا الشاذ والغريب. وهي مما يكثر دورانه في كتب اللغة والنوادر، وتتمثل في أبيات مفردة ومقطعات بلغ عددها: ٥٩٣ وأنصاف أبيات: ٩٧. وأرجاز: ٣١٣ لشعراء من العصر الجاهلي والإسلامي منهم: الأعشى: ٣٦ بيتًا. ذو الرمة: ٣٣. امرؤ القيس: ٢٧. أبو ذؤيب: ٢٥. الفرزدق: ١٩. جرير: ١٧. النابغة الجعدي: ١٧ وغيرهم كثير. ورجاز نذكر منهم: العجاج: ٤٥ بيتًا. رؤبة: ٣٨. أبو النجم العجلي: ٢٤. أبو محمد الفقعسي: ١٢ وغيرهم. كما استدل الجذامي بشعر شعراء القبائل من بني عبس وبني تميم، ولعلّ شعر قبيلة هذيل حظي بالنصيب الكبير: ٥٠ بيتًا لشعراء نذكر منهم: أبو ذؤيب وأبو كبير الهذلي وساعدة بن جؤية وعبد مناف بن ربع وأمية بن عائذ والمتنخل الهذلي وأبو خراش وأبو جندب وساعدة بن العجلان. كما استشهد بشعر العديد من الشعراء لم نقف لهم على دواوين إلا