للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثاني شرح أدب الكتاب]

لقد حظي "أدب الكتّاب" باهتمام كبير، واستطاع أن يحتل مكانة في نفوس أصحاب الأدب والسالكين سبيله فقد كان الشيوخ يقرؤونه طلابهم في المجالس العلمية التي يتلقى فيها هؤلاء علومهم ومعارفهم، وكانوا يحفظونه ويروونه عنهم، وقد تهافتت عليه الأقلام شرحًا وبسطًا وتدقيقًا لاستخراج ذخائره وتمثل محتواه بأقل عناء. كما أن شرح هذا الكتّاب - والذي يعدّ أصلًا من أصول الأدب الأربعة (١) - كان مجالًا لإبراز الكفاءة الأدبية والعلمية للعديد من الشرّاح، بل منهم من سعى إلى تخليص الكتّاب مما لحقه من أغلاط، وما فعلوا ذلك إلا لحرصهم على أن يخرج الكتّاب تامًّا جامعًا لكل حسنة، مانعًا لكل زلة، إلا أن أغلب هذه الشروح لم تصل إلينا لذلك سوف نعرض لجميع هذه الشروح، ونعود لدراسة الشروح التي وصلتنا.

* المبحث الأول* من شرح الكتّاب كاملًا

١ - إسحاق بن إبراهيم الفارابي (٢) (ت ٣٥٠ هـ).

٢ - أبو علي القالي البغدادي (٣) (ت ٣٥٦ هـ).


(١) يقول ابن خلدون عن الأدب: " … وسمعنا من شيوخنا … أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهي: أدب الكتّاب لابن قتيبة؛ وكتاب الكامل للمبرد؛ وكتاب البيان والتبيين للجاحظ؛ وكتاب النوادر لأبي علي القالي وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع لها … "؛ المقدمة: ٥٥٣ - ٥٥٤ - .
(٢) معجم الأدباء: ٦٣٦؛ كشف الظنون: ١/ ٤٨.
(٣) نقل عنه البغدادي في الخزانة: ١/ ٢٣١؛ والبطليوسي في الاقتضاب يقول: ". . وأجاز أبو علي البغدادي في مرفق اليد، فتح الميم مع كسر الفاء … ولم يجز ذلك في=

<<  <  ج: ص:  >  >>