للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الرابع خصائص الأسلوب]

إن ما نعلم عن أي شرح هو سهولة أسلوبه وقرب مأخذه ذلك أن غايته تقريب النص المشروح إلى الفهم وإعادة إنتاجه بالشكل الذي يصبح به سهل المنال. وشرحنا لا يشذّ عن هذه القاعدة، فأسلوب الجذامي تميز بالسهولة والسلاسة مع ما قد يبدو عليه من قوة ومتانة في الأساليب المستعملة، وفصاحة في التعبير.

ويمكن أن نلمس ملامح شخصية الجذامي من خلال أسلوبه، وذلك أنه يرقى إلى أساليب كتاب القرن الثاني والثالث الذي عرف بسيادة المحسنات البديعية والبيانية والبلاغية واستعمالها والإشارة إليها والعناية بالتصاريف وتنويعها، وأوجه النقد، وفي "الانتخاب" بيان عن ذلك. أما الأساليب البلاغية، فنجده يلمح إليها في إشارات: مثل قوله: "وهذه استعارة عجيبة" (١). و"وهذا من التشبيه البديع الذي لم يُسْبَقُ إليه" (٢). و"ومن بديع ذلك قول محمد بن هانئ يصف جَيْشَ الْمُعِزِّ" (٣). و"وبعده وهو من بديع التشبيه:

مُقَدَّمَةً قَرًّا كَأَنَّ رِقَابَهَا … رِقَابُ بَنَاتِ الْمَاءِ تَفْزَعُ لِلرَّعْدِ" (٤)

وإيراده لمصطلحات: الطبقات - التجنيس - التصدير - الترصيع (٥).

أما آراؤه النقدية فمنتشرة في "الانتخاب" كمصطلحات نقدية ولم يناقشها كقضايا، كقوله: "وهذا ما يسميه أهل النقد بالحشو والاستعانة؛ لأن "تَسُدُّ بِهِ


(١) الانتخاب: ١٦٩.
(٢) الانتخاب: ٣٩٥.
(٣) الانتخاب: ٤٠٦.
(٤) الانتخاب: ٤٨٢.
(٥) الانتخاب: ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>