للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"قال أبو الطيب وإن لم يكن حجة في اللغة" (١). وقوله: " … وكان الأصمعي لا يرى الطرماح حجة" (٢). وأنه غالبًا ما يلجأ إلى التدخل لنقد المادة التي يوردها أو لتوجيه بعض الأخطاء، مثال اختياره لرأي المبرد في قوله: "وأحسن الأراء رأي المبرد" (٣). ونجده بعد أن سرد آراء سيبويه والخليل والفراء يصحح التأويلين كلاهما. كما أنه يختار كتابة "تَجْنِيبٌ" بالجيم على الحاء ويقول: "تَجْنِيبٌ فِي الْبَيْتِ بِالْجِيمِ أَجْوَدُ" (٤).

وقد يلاحظ أن الجذامي في بعض أبواب كتاب "الانتخاب" يأخذ في الاستطراد في الشرح إلا أنه لا يفتأ أن يتدارك ثم يعود إلى نص "أدب الكتاب" ليتمم الشرح، وهذا مما يحسب له من تمكنه من مادته، ومن حسن امتلاكه لزمام الأمور.

كما أنه تفرد بالإحالة على التعليقات، وقد يحيل إلى أصحابها فيكتب: ع: ابن السكيت أو ع: المبرد، وقد يحيل إلى المصادر: ع: الجمهرة، ع: فقه اللغة. وقد جعلها مجاله الخاص للتدخل بالشرح والانتقاد، وقد أخبر في المقدمة أنها تعليقات من كتب شتى، وهي في الحقيقة مادته الخام التي اختمرت في ذاكرته من خلال طول مطالعاته إلا أن تواضعه الشديد منعه من تبنيها وجعلها من بنات أفكاره.

كما أنه تفرّد باختصار أسماء المنقول لهم يقول: "ونَسَبْتُ كل قوم إلى قائله بعلامات تدل على أسمائهم طلبًا لترك التطويل بالإفصاح عنهم؛ فجعلت ط: علامة أبي محمد عبد الله بن السيد البطليوسي، و ز: علامة الزجاج، و د: علامة عما نقلته من خط الأستاذ أبي سليمان بن يزيد السعدي. . ." (٥).


(١) الانتخاب: ١٧.
(٢) الانتخاب: ١٤٥.
(٣) الانتخاب: ٣٩٢.
(٤) الانتخاب: ٣٩٣.
(٥) الانتخاب: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>