للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الألف مع اللام للتعريف (١)

د: إِنَّمَا حُذِفَتِ الْأَلِفُ لِسُقُوطِهَا فِي اللَّفْظِ وَكَرَاهَةِ اجْتِمَاعِ الْأَمْثَالِ، وقال بعضهم: حَذَفُوهَا لِئَلَّا تُشْبِهَ اللَّامُ الْجَارَّةُ لَامَ التَّوْكِيدِ لَوْ قَالُوا: لَا لرَّجُلِ مِنْ أَجْلِ فَتْحِ الْهَمْزَةِ.

وَقِيلَ: إِنَّمَا أَسْقَطُوا الْأَلِف مَعَ لَام الْجَرِّ وَحْدَهَا لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا اللَّامَ مَعَ مَا بَعْدَهَا كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ لأَنَّهَا بَدَلٌ مِنَ الْإِضَافَةِ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: غُلَامُ زَيْدٍ، فَيَصِيرَانِ أَسْمًا وَاحِدًا وَهَذَا عَبْدُ اللهِ، كَمَا تَقُولُ: هَذَا زَيْدٌ. وَإِذَا قُلْتَ: هَذَا غُلَامُ زَيْدٍ، فَإِنَّمَا تَقْدِيرُهُ: غُلَامٌ لِزَيْدٍ، فَإِنَّمَا تَدْخُلُ الْإِضَافَةُ كُلَّ مُضَافٍ عَلَى عِبَارَةِ اللَّامِ، فَلِذَلِكَ كَانَتْ وَمَا بَعْدَهَا كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ. أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: هَذَا غُلَامُكَ فَتَصِيرُ الْكَافُ كَبَعْضِ حُرُوفِ الْغُلَام مِنْ أَجْلِ الْإِضَافَةِ.

الصُّولِيُّ: "هَذِهِ الْأَلِفُ تَسْقُطُ إِذَا كَانَتْ مَعَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ مَكْسُورَةِ أَوْ مَفْتُوحَةٍ، فَالْمَكْسُورَةُ: لِلرَّجُلِ مَالٌ، وَالْمَفْتُوحَةُ: لَلثَّوْبُ خَيْرٌ مِنْ ثَوْبِكَ، وَإِنَّمَا حُذِفَتْ لأَنَّ الْحَرْفَ عَلَمٌ" (٢).

قوله: "لَامَ الصِّفَةِ" (٣).

ع: الْكُوفِيُونَ يُسَمُّونَ حَرْفَ الْجَرِّ الصِّفَةِ لِأَنَّهُ يَقَعُ فِي مَوَاضِعَ الصِّفَاتِ لِلنَّكِرَاتِ.


(١) أدب الكتاب: ٢١٨، "باب الألف واللام للتعريف".
(٢) أدب الكتاب: ٣/ ٢٤٤.
(٣) أدب الكتاب: ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>