للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أن معرفته بأنساب الأعلام وتحقيقها جعلته يدقق في الأسماء ويوردها على النحو الصحيح، كقوله: "كُلُّ فُرَافِصَةَ فِي الْأَسْمَاءِ بِالصَّمِّ، إِلَّا فَرَافِصَةَ أَبَا نَائِلَةَ زَوْجِ عُثْمَانِ بْنِ عَفَّانِ فَإِنَّهُ بِفَتْحِ الْفَاءِ" (١)، وقوله في النمر بن تولب بأنه بسكون الميم لا غير (٢).

كذلك معرفته باشتقاق الأسماء كاشتقاق اسم الحوفزان، واسم امرئ القيس، واسم مراد، وغيرهم، وأسباب أسماء الشعراء كلقب ذي الرمة، وجران العود، والأعشى، وغيرهم واشتقاق أسماء القبائل، واشتقاق أسماء البلدان: كذي طوى، وسرو حمير، وواسط، وغيرها.

كما أشار إلى بعض الأخبار وصححها مثل: خبر ضرب عيسى بن عمر بأن الضارب له لم يكن إبراهيم بن هبيرة (٣). كما إن أورد أخبار الأمثال التي ذكرها والظروف التي أحاطت بها كمثل: "إن الشقي وافد البراجم" (٤). وخبر مثل: "أهون من قعيس على عمته" (٥)، و"كل الصيد في جوف الفراء"، وغيرها. وهذا كله مما يدل على سعة ثقافة الجذامي التاريخية والأخبارية.

* المطلب الخامس* الثقافة العامة

تكمن ثقافة الجذامي العامة في الاطلاع على علوم مختلفة: كالطب والهندسة والرياضيات وعلم الفلك، وقد لاحظنا استغراقه في الحديث عن الرياضيات حين تعرض لمسألة النقطة في صناعة الهندسة، وحين تعرض لتعريف الخط المستقيم وآراء أقليدس وقسطا وغيرهما. كما تجلّت معرفته بعلم الفلك من خلال شرحه لباب: "معرفة في النجوم" حيث طالعنا شخصية


(١) الانتخاب: ٢٥٦.
(٢) الانتخاب: ١٢٩ - ١٥٥.
(٣) الانتخاب: ١١١.
(٤) الانتخاب: ١٠٠.
(٥) الانتخاب: ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>