يعدّ أبو منصور موهوب بن أبي طاهر من العلماء الأدباء الذين تركوا بصماتهم في الأدب العربي خلال القرن السادس، حيث ساهم في علوم عصره وأبدع فيها. وكان شرحه على "أدب الكتّاب" مما أبدع فيه وأجاد وإن اختصره واختزله؛ لأن غايته كانت تعليمية، فالشرح كان بعض دروسه في المدرسة النظامية.
* المطلب الأول: منهج الشارح:
لم يعن أبو منصور بوضع مقدمة منهجية لشرحه كما فعل ابن السيد، ولم يحدد منهجًا يسير عليه في شرحه - وإن كان قد حدّد الغاية من تأليفه - يقول:" … فإنه سألني جماعة من أهل العلم أن أذكر لهم من شرح خطبة أدب الكاتب لأبي محمد … وتفسير أبياته وإيضاح مشكلاته وتبيان ما ردّ عليه فيه ما لا تسع جهالته، ولا تسيم إطالته، فأجبتهم إلى ذلك. وبالله أستعين. . ."(١).
ويمكن تحديد منهج الجواليقي في الجوانب التالية:
١ - شرح خطبة الكتاب.
٢ - تفسير أبيات الكتاب.
٣ - إيضاح مشكلاته.
٤ - إيضاح ما ردّ على ابن قتيبة فيه.
وإذا ما استثنينا فصله شرح الخطبة عن باقي الكتاب، فإنه سار في شرحه بكيفية مسترسلة، لا يفرق بين المتن والشاهد، بل كان يتعرض بالشرح لكل ما رآه في تقديره يستحق ذلك.