للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب التاريخ والعدد]

ع: الصُّولِيُّ: تَأْرِيخُ كُلِّ شَيْءٍ فِي اللُّغَةِ: غَايَتُهُ وَوَقْتُهُ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ، وَمِنْهُ: فُلَانٌ تَارِيخُ قَوْمِهِ فِي الْجُودِ يُرِيدُونَ الَّذِي انْتَهَى ذَلِكَ إِلَيْهِ (١).

وَسُئِلَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ عَنِ التَّأْرِيخِ فَقَالُوا: مَعْنَاهُ التَّأْخِيرُ.

وَقَالَ آخَرُ: هُوَ إِثْبَاتُ الشَّيْءِ، وَوَرَّخْتُ: لُغَةُ تَمِيمٍ، وَأَرَّخْتُ: لُغَةُ قَيْسٍ.

ط: "التَّارِيخُ مَصْدَرٌ أَرَّخْتُ الكِتَابَ تَارِيخًا، وَهِيَ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ. وَوَرَّخْتُ تَوْرِيخًا فَهُوَ مُؤَرَّخٌ، وَمُوَرَّخٌ، وَأَرَخْتُهُ خَفِيفَةُ الرَّاءِ أَرْخًا، فَهُوَ مَأْرُوخٌ وَهِيَ أَقَلُّ اللُّغَاتِ.

وَالتَّارِيخُ نَوْعَانِ: شَمْسِيٌّ، وَهُوَ الْمَبْنِيُّ عَلَى دَوَرَانِ الشَّمْسِ، وَقَمَرِيٌّ: وَهُوَ الْمَبْنِيُّ عَلَى دَوَرَانِ الْقَمَرِ. وَكَانَ الْمُتَقَدِّمُونَ يُسَمُونَ الْحِسَابَ الْقَمَرِيَّ: خُسْرُمَانَ، وَهُوَ تَارِيخُ الْعَرَبِ الَّذِي يَجْرِي بِهِ الْعَمَلُ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ.

وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُؤَرِّخُ فِي الْقَدِيمِ بِالْكَوَائِنِ وَالْحَوَادِثِ الْمَشْهُورَةِ مِنْ قَحْطٍ أَوْ خِصْبٍ أَوْ قَتْلِ رَجُلٍ عَظِيمٍ أَوْ وَقَعَةٍ مَشْهُورَةٍ، كَمَا قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ ضَبُعٍ (٢): (مجتث)

هَا أَنَا ذَا آمُلُ الْحَيَاةَ وَقَدْ … أَدْرَكَ سِنِّي وَمَوْلِدِي حُجُرًا

أَبَا امْرِئِ الْقَيْسَ هَلْ سَمِعْتَ بِهِ … هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ طَالَ ذَا عُمُرَا (٣)


(١) أدب الكاتب للصولي: ٢/ ١٧٨.
(٢) هو ربيع بن ضبع بن وهب بن بغيض الفزاري، شاعر جاهلي معمر من الفرسان، السمط: ٨٠٢؛ الخزانة: ٧/ ٣٨٤؛ الأعلام: ٣/ ١٥.
(٣) البيتان في الخزانة: ٧/ ٣٨٤، روايته:
الخلود وقد. . . . . . . . . . … عقلي. . . . . . . =

<<  <  ج: ص:  >  >>