للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يُعرَف واحِدُه ويُشْكِلُ جمعه

ع: هَذِهِ جُمُوعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَكَذَلِكَ الْبَابُ قَبْلَهُ، وَمَا كَانَ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَهُوَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ اسْمُ جَمْعٍ لَا جَمْعٌ، وَهُوَ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الْأَخْفَشِ جَمْعٌ (١).

قوله: "الدُّخَانُ جَمْعُهُ دَوَاخِنٌ" الكلام (٢).

ط: "عَلَى هَذَا الَّذِي قَالَهُ قَدْ قَالَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ وَالنَّحْوِيِّينَ وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يُقَالَ: أَدْخِنَةٌ وَأَعْثِنَةٌ كَمَا يُقَالُ فِي غُرَابٍ أَغْرِبَةٌ، وَقَدْ جَاءَ الدَّخَانُ مَجْمُوعًا عَلَى الْقِيَاسِ، قَالَ الْأَخْطَلُ: (بسيط)

صُفْرُ الْمِحَى مِنْ وَقُودِ الْأَدْخِنَاتِ … إِذَا قَلَّ الطَّعَامُ عَلَى الْعَافِينَ أَوْ قَتَرُوا (٣)

فَجَمَعَ دُخَانًا عَلَى أَدْخِنَةٍ، وَالدُّخُنُ جَمْعُ دُخَانٍ أَيْضًا، وَإِنَّمَا كَانَ دَوَاخِنُ غَيْرَ مَقِيسٍ لِأَنَّ فَوَاعِلَ إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ فَاعِلَةٍ كَضَارِبَةٍ وَضَوَارِبِ. وَقَدْ حُكِيَ فِي جَمْعِ دُخَانٍ: دِخَانٌ بِكَسْرِ الدَّالِ، وَهُوَ نَادِرٌ ذَكَرَهُ ابْنُ جِنِّي، وَعَلَى هَذَا رُوِيَ بَيْتُ الْفَرْزْدَقِ: (طويل)

عُقَابٌ زَهَتْهَا الرِّيحُ يَوْمَ دِخَانِ (٤)

وَمَجَازُ هَذَا عِنْدِي فِي الْعَرَبِيَّةِ أَنَّهُ كَمَا كَانَ فُعَالٌ وَفَعِيلٌ قَدْ يَشْتَرِكَانِ فِي


(١) الكتاب: ٣/ ٢٤٠.
(٢) أدب الكتاب: ١٠٥.
(٣) في الأصل (خ): "اللِّحِيِّ" وهو خطأ والصواب ما أثبتناه والبيت مركب من شطري بيتين:
صُفْرُ المِحَى مِنْ وَقُودِ الأَدْخِنَاتِ … إِذَا رَدَّ الرِّفَادُ وَكَفَّ الْحَالِبُ القِرَرُ
هُمُ الَّذِينَ يُبَادِرُونَ الرِّيَاحَ إِذَا … قَلَّ الطَّعَامُ عَلَى الْعَافِينَ أَوْ قَتَرُوا
ديوانه: ١/ ٢٠٢ - ٢٠١.
(٤) لم نجد البيت في ديوان الفرزدق. وهو منسوب للضميري القستري في: تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب المتنبي لأبي المرشد المعري: ١/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>