صدر الجذامي شرحه - كعادة الشراح قبله - بخطبة نظرية، عرض فيها أسس منهجه الكبرى، وطريقة معالجته للمتن. وقد أحسن الجذامي صنعًا حين عزا كل قول إلى قائله برمز معين، مما جعل الشرح لوحة جمالية مرصعة بجواهر من أقوال جهابذة اللغة والنحو، وأضفى طابع المشروعية على عمله العلمي المتميز، وحدّد موقعه من فروع الثقافة التي ينتمي إليها. وهذا ما أشار إليه في مقدمة الشرح يقول:" … فإني جمعت في هذا الكتاب جميع ما تأدّى إلي من كلام العلماء باللغة والنحو … ومن شرح ابن السيد البطليوسي … وجعلته تذكيرًا لنفسي وعدة لدرسي، واختصرته غاية الاختصار .. ونسبت كل قول إلى قائله. ."(١).
لم يتطرّق الجذامي في مقدمته إلى الخطوات التي سيتبعها في شرحه، غير أن دراسة الكتاب توصلنا إلى معرفة بعضها:
١ - استهل الجذامي شرحه بالتعليق على الباب وذكر سبب تسميته.
٢ - كما اهتم الجذامي بشرح جميع أبواب الكتاب، على عكس ابن السيد البطليوسي وأبي موهوب الجواليقي.
٣ - لم يفصل الجذامي في شرحه بين خطبة الكتاب وباقي أبوابه، كما لم يفصل بين الأبيات الشعرية والألفاظ اللغوية، مما أكسب النص تسلسلًا دقيقًا.
٤ - تهذيبه للمادة الشعرية التي أوردها ابن قتيبة، بحيث أكمل منها ما جاء ناقصًا، ووصل الشعر بما يليه وبما قطع عنه، وأضاء ما يحيط بنماذجه من ظروف ومناسبات، وما أسقط منها وهو متمم للمعنى.