للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما اعتمد على اشتقاق الألفاظ؛ لأنه ضروري في إعرابها كما قال في تصريف رمان: "ولذلك قال الخليل وسيبويه رحمهما الله: إذا لم يعرف اشتقاقه لا يصرف في المعرفة ويحمل على الأكثر" (١). وهو كذلك ضروري لمعرفة معانيها. وقوله: "واشتقاق الطيرة من شيئين: أحدهما: أن يكون من الطيران؛ لأن كل من ورد عليه ما يكرهه اشمأز منه وأسرع التباعد عنه، فشبه سرعة إعراضه عنه بالطيران. والآخر: وهو الأصل، أن العرب كانت تزجر الطير والوحش وتتفاءل ببعضها وتتشاءم ببعضها، وقد نهى رسول الله عن الطيرة فقال: "تَفَاءَلُوا وَلَا تَطَّيَّرُوا" (٢). ومنها أيضًا اشتقاق أسماء النجوم في "باب معرفة في السماء والنجوم" (٣).

* كما أشار إلى مسألة "التَّدْرِيجِ" قال: وسمي النبات ندى لأنه عن المطر يكون، وهذا يسمى التدريج، ومعناه أن يدرج الشيء من حال إلى حال فيسمى باسم ما هو سبب له، ومما سمي بالسبب الأبعد نحو قوله تعالى: ﴿يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ﴾ فبالمطر يكون النبات ومنه يأكل البهائم وهي تنتج الصوف وبه يكون اللباس" (٤).

وأشار إلى معنى التَّعْرِيضِ في قوله: "وهذا الكلام الذي جرى بين معاوية والأحنف يسمى "التعريض" لأن كل واحد منهما عَرَّضَ لصاحبه بما تسب به قبيلته من غير تصريح" (٥).

* المطلب الثالث* القضايا الصرفية

* الأبنية والأوزان الصرفية: وقد اعتمد عليها للزيادة في بيان كتابة الألفاظ خشية الخلط الذي ينتج عن كتابتها بنفس الشكل، قال: "قال أبو علي: أُرْوِيَةٌ أصلها أُفعُولَةٌ واشتقاقها من رَوِيَ يَرْوَى. وقيل: وزنها فعلية،


(١) الانتخاب: ٤٧٩.
(٢) الانتخاب: ٢٠.
(٣) الانتخاب: ٢٨٤.
(٤) الانتخاب: ٣١٦.
(٥) الانتخاب: ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>