للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ مَا لَا يُهْمَزُ وَالعَوَامُّ تَهْمِزُهُ

قَوْلُهُ: "وَلَا يُقَالُ: أُكْرَةٌ" (١).

ط: "الكُرَةُ" بتَخْفِيفِ الرَّاءِ: هِيَ الَّتِي يُلْعَبُ بِهَا. وَ "الكُرَّةُ" بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ: البَعَرُ وَالرَّمَادُ. وَ"الكُورَةُ" بِالوَاوِ: البَلَدُ العَظِيمُ. وَ"الأُكْرَةُ" بِالهَمْزِ: الحُفْرَةُ، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلحَفَّارِ: "أَكَّارٌ". هَذَا هُوَ المَشْهُورُ المَعْرُوفُ.

وَرَأَيْتَ أَبَا حَنِيفَةَ قَدْ حَكَى فِي "كِتَابِ النَّبَاتِ" أَنَّهُ يُقَالُ لِلْكُرَةِ الَّتِي يُلْعَبُ بِهَا: أُكْرَةٌ بِالهَمْزِ" (٢) وَأَحْسِبُهُ غَلَطًا مِنْهُ.

وَقَدْ أُولِعَ المُتَرْجِمُونَ لِكُتُبِ الفَلَاسِفَةِ بِقَوْلِهِمْ: "الأُكَرُ" و "الأكْرَةُ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ: "كُرَاةٌ" وَ"كُرُونَ" فِي الرَّفْعِ، وَ"كُرِينَ" فِي النَّصْبِ وَالخَفْضِ، وَمِنَ العَرَبِ مَنْ يَقُولُ: "كُرِينٌ" فَيُعْرِبُ النُّونَ وَيُلْزِمُهَا اليَاءَ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَهَذَا عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ: سِنِينٌ وَعَلَيْهِ جَاءَ قَوْلَ الشَّاعِرِ: (طويل)

دَعَانِيَ مِنْ نَجْدٍ فَإِنَّ سِنِينَهُ … لَعِبْنَ بِنَا شِيبًا وَشَيَّبْتَنَا مُرْدًا (٣) " (٤)

قوله: "وَهُوَ اسْمٌ بِمَنْزِلَةِ الطَّاعَةِ" (٥).

د: "وَالْمَصْدَرُ: إِجَابَةٌ بِمَنْزِلَةِ إِطَاعَةٍ، وَمَعْنَاهُ: لَمْ يُحْسِنِ السَّمْعَ فَأَخْطَأَ


(١) أدب الكتّاب: ٣٧٢.
(٢) لم أجده في الجزء الموجود من كتاب النبات.
(٣) البيت للصمة بن عبد الله القشيري كما في ديوانه ٦٠؛ المقاصد: ١/ ١٦٩؛ شرح المفصل: ٥/ ١١؛ الخزانة ٨/ ٦٢. وبدون عزو في معاني القرآن للفراء: ٢/ ٩٢؛ مجالس ثعلب: ١٤٧؛ أمالي ابن الشجري: ٢/ ٦٢؛ شرح الأشموني: ١/ ٨٣. وينسب لمحجن بن مزاحم الغنوي في نوادر ابن الأعرابي كما جاء في بعض هذه المصادر.
(٤) الاقتضاب: ٢/ ١٧٦ - ١٧٧.
(٥) أدب الكتّاب: ٣٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>