للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما في مجال الطب فقد أورد معارف كثيرة، منها ما رواه في أوقات الحجامة في حديث رسول الله : (يُحْتَجَمُ لِسَبْعِ عَشْرَةَ لَيْلَةً) (١)، وفسر ذلك بأن الدم ينقص في آخر الشهر. وما بثّه من معارف في باب "معرفة في النبات" يقول: "الْعَرَارُ: وَاحِدَتُهُ عَرَارَةٌ" قَالَ الأعشى:

بَيْضَاءُ ضَحْوَتِهَا وَصَفْرَاءُ الْعَشِيَّةِ كَالْعَرَارَةْ

قيل: هو النَّرْجِسُ الْأَصْفَرُ عِنْدَنَا … وليس الْأُقْحُوَانُ الْبَابُونَجْ إنما يشبهه في الزهر، ويقال: أَقْحَتِ الأرض: إِذَا نَبَتَتِ الْأُقْحُوَانَ" (٢).

أما معرفته بالحيوان فتتجلى بإضافاته في أبواب كتاب "الانتخاب" المتعلقة بذلك، ومنها الأبواب المتعلقة بالخيل في أسمائها وصفاتها وشياتها وعللها وما تمدح به وما تذم به، معضدًا ذلك بالشعر والمثل (٣). والأبواب المتعلقة بسائر الحيوانات كالسباع والحيات والهوام والفروق بينها (٤). والأبواب المتعلقة بالطيور (٥).

كما نلاحظ إلمامه بجانب الأحوال الاجتماعية للعرب، وذلك لأنه يذكر وسائل عيشهم بما فيها الآلات التي يستخدمونها يقول: "إذا قيل: الْمُحِلَّاتُ، فهي القِدْرُ والرحى والسُّفْرَةُ والدلو والفأس" (٦)، وهي آلات تصحب الرحل في سفرهم. وذكر مساكنهم يقول: "بيوت العرب: بَيْتٌ مِنْ حَجَرٍ، قُبَّةٌ مِنْ أَدَمٍ، خِبَاءٌ مِنْ صُوفٍ. . ." (٧). وذكر ملابسهم يقول: "واللِّفْقُ: مَا جَعَلْتَهُ فِي حُجْزَةِ سَرَاوِيلِكَ. . ." (٨). كما يشير إلى صناعات العرب وأسماء الصناع، يقول:


(١) الانتخاب: ٧٢.
(٢) الانتخاب: ٣٢٠.
(٣) الانتخاب: ٣٥٦ - ٣٩٩ - ٤٠٢ - ٤١٠ - ٤١٣.
(٤) الانتخاب: ٤٩٩ - ٥٠٠ - ٥٤٣ - ٥٥٣.
(٥) الانتخاب: ٥٣٣.
(٦) الانتخاب: ٥١٢.
(٧) الانتخاب: ٥٧٢.
(٨) الانتخاب: ٥٢١ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>