للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية البيت في الديوان: أيغايشون بالغين.

وبيت ذي الرمة: "وغلاف القمر هو: الساهور، وضوؤه: الفخت، قال الشاعر يصف امرأة: (بسيط)

كَأَنَّهَا عِرْقُ سَامٍ عِنْدَ ضَارِيهِ … أَوْ شِقَّةٌ خَرَجَتْ مِنْ جَوْفِ سَاهُورِ (١)

فهو يشرح الساهور ووجدنا أن رواية البيت في الديوان مختلفة: ناهور (٢).

أو كقوله: ويدل على أن النوء: الساقط قول ذي الرمة يصف مطرًا: (وافر)

أَصَابَ النَّاسَ مُنْغَمِسُ الثُّرَيَّا … بِسَاحِبَةٍ وَأَتْبَعَهَا طِلَالَا

ومنغمس الثريا: غروبها يقال: غمس في الماء إذا غاص فيه" (٣) وقد وجدنا في رواية الديوان: منقمس. ومما يؤاخذ عليه هو أنه لم ينسب كثيرًا من الأبيات الشعرية وجاءت روايته لبعض الأبيات مخالفة لرواية الدواوين وقد صادفت هذه المخالفة موطن الشاهد مما جعل تصويب الأبيات مستحيلًا خاصة ما كان منها متعلقًا بموضع الشاهد. وقد أشرنا إلى ذلك في الهامش في مواضعه.

وقد كانت أوزان غالب الأبيات المستشهد بها من البحور الطويلة: فمن بحر الطويل (٢٩٢ بيتًا ونصف بيت) ومن البسيط (١٥٣) ومن الوافر (١٠٧) ومن الكامل (٤٢). أما البحور القصيرة فقد لاحظنا أن أبيات الشرح كانت من الرجز والمتقارب (٧٢). ولعل هذا يرجع إلى كثرة محفوظ الجذامي من الأوزان القصيرة التي سرت على ألسنة الناس متأثرة بما ساد في عصره من النظم على هذه الأوزان (٤). كما أنه أورد أبياتًا تعتبر من شعر الحكمة الذي ساد أيضًا في عصره منها قوله في الأدب:


(١) الانتخاب: ٣٠٠.
(٢) تهذيب اللغة: نهر - ل: (نهر): كأنها بهتة ترعى بأقربة × .. ناهور.
(٣) الانتخاب: ٢٩٣.
(٤) انظر: انتشار الأرجاز في الشعر الأندلسي؛ نفح الطيب: ١/ ١٦٧ - ٢/ ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>