للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك يعتمد على الشعر لذكر بعض الحوادث منها حدث تحريق عمرو بن هند لبني دارم في شعر جرير في قوله: (طويل)

وَأَخْزَاكُمْ عَمْرُو كَمَا قَدْ خَزَيْتُمْ … وَأَدْرَكَ عَمَّارًا شَقِيُّ الْبَرَاجِمِ (١)

وكذلك شعر عبيد بن الأبرص في ذكر خبر قومه بني أسد مع حجر بن امرئ القيس في قوله: (كامل)

وَمَنَعْتَهُمْ نَجْدًا فَقَدْ حَلُّوا عَلَى وَجَلٍ تِهَامَهْ

أَنْتَ الْمَلِيكُ عَلَيْهِمْ وَهُمُ الْعَبِيدُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَهْ (٢)

وكذلك ذكر مقتل عمرو بن مسعود وخالد بن المضلل الأسديان في بيت بنت معبد بن نضلة في قوله: (طويل)

أَلَا بَكْرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أَسَدْ … بِعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ وَبِالسَّيْدِ الصَّمَدْ (٣)

وكذلك استثمر الشعر للإحالة على البلدان مثل قوله في مقد وهي بلد تجلب منه الخمر:

"وَهُمْ تَرَكُوا أَبْنَ كَبْشَةَ مُسْلَحِبًّا … وَهُمْ شَغَلُوهُ عَنْ شُرْبِ الْمَقَدِّي" (٤)

وقد لاحظنا أن الجذامي في روايته لبعض الشعر يخالف روايته في دواوين الشاعر مما اضطرنا في عدة مواقف إلى الحفاظ على روايته والإشارة إلى رواية الديوان في الهامش خاصة إذا تعلق الأمر باعتماده على روايته لشرح مفردة ما تكون هي موطن الشاهد في البيت، من ذلك قوله في البيت الذي أورده الجرير: (كامل)

أَيْفَايِشُونَ وَقَدْ رَأَوْا حُفَّاثَهُمْ … قَدْ عَضَّهُ فَقَضَى عَلَيْهِ الْأَشْجَعُ

قال: "والمفايشة: المغالبة والمفاخرة .. والضمير في يفايشون يعود إلى مجاشع .. " (٥).


(١) الانتخاب: ١٠٠.
(٢) الانتخاب: ٢٤٩.
(٣) الانتخاب: ١٠٧.
(٤) الانتخاب: ٤٨٦.
(٥) الانتخاب: ٥٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>