للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي بيت رؤبة:

يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوَازِ لَيْلٍ غَاضٍ

ينقل كلام ابن السيد: "الأجواز: الأوساط .. حكوا غضا الليل وأغضى فغاض، من غضا لا من أغضى" (١). ثم يصححه قائلًا: "أغضى الليل وأغضى: أظلم. وبعده:

نضو قداح النابل النَّوَّاض

قوله: (يخرجن) يعني الإبل التي ذكرها قبلها. والنضو: الخروج. والقداح: سهام الميسر. والنابل: صاحب النبل. والنواض: الخوارج شبه خروجها بخروج القداح من يد المقامر. ." (٢).

٢ - لا يكتفي الشارح برواية البيت كما أنشده ابن قتيبة، بل يذكر الروايات التي روي بها، ويقدم الرواية الصحيحة التي توافق معنى الشعر عنده، مستشهدًا بآراء علماء اللغة ورواة الشعر.

نمثل لذلك ببيت أنشده ابن الأعرابي في "الاقتضاب" (٣) ونقله الشارح وهو: (طويل)

إِذَا فَرَشَتْنَا ثَوْبَها فَكَأَنَّمَا … يُفَرِّقُ بَيْنَنَا نَمْلٌ وَبَعُوضُ

ثم قال: "ويروى: فكأنما على الثوب نمل عارم وبعوض. ويروى: وإن لم آته لبغيض" (٤).

وفي قول الحارث بن عباد: (خفيف)

قَرَّبَا مَرْبِطَ النَّعَامَةِ مِنِّي … إِنَّ قَتْلَ الغُلَامِ بِالشِّسْعِ غَالِي

يقول الشارح: "يقول: لا تبعدوها عني. ويروى: مربَط، بفتح الباء وكسرها، فمن فتح أراد المصدر: وهو الرباط. ومن كسر أراد موضع الرِّباط.


(١) الاقتضاب: ٣/ ٤٣٣.
(٢) الانتخاب: ٥٩٢.
(٣) الاقتضاب: ٣/ ٣٦٠.
(٤) الانتخاب: ٤٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>