للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ كانت المفتاح لمعرفة معاني الكلمات المشروحة، ومن ذلك اشتقاق أسماء الناس مثل قوله: "سمي يعقوب لأنه خرج في الولادة وجبهته موصولة بعقب أخيه عيصو" (١) وقوله: "في كتاب "الاشتقاق" لقطرب: الزِّبْرِقانُ: الْخَفِيفُ اللِّحْيَةِ" (٢). ومنه اشتقاق أسماء الشعراء وسببه مثل اسم ذي الرمة: "ويكنى أبا نهيس، ولقب ذا الرمة لقوله في الوتد: (رجز)

أَشْعَثُ بَاقِي رُمَّةِ التَّقْلِيدِ

والرمة: الحبل البالي. وقيل: لقبته بذلك "مية" لأنه مر بخبائها فأعجبته فأحب الكلام معها فخرق دلوه وقال: يا فتاة اخرزي هذه الدلو، فقالت: إني خرقاء، فخجل ووضع دلوه على عنقه وهي مشدودة بحبل بال وولى، فقالت: يا ذا الرمة، إن كنت خرقاء فأمتي صناع" (٣).

ذكره اشتقاق اسم امرئ القيس: "امرؤ القيس لقب له ومعناه: رجل الشدة، والقيس في كلام العرب: الشدة كما قال علي بن حمزة وأنشد: (طويل)

وَأَنْتَ عَلَى الْأَعْدَاءِ قَيْسٌ وَنَجْدَةٌ … وَلِلطَّارِقِ الْعَافِي هِشَامٌ وَنَوْفَلُ

وقيل: قيس اسم صنم، ولهذا كان الأصمعي يكره أن يقول امرأ القيس وكان يروي: (طويل)

عَقَرْتَ بَعِيرِي يَا امْرَأَ اللَّهِ فَانْزِلِ" (٤)

"قال أبو بكر: لُؤَيُّ، تصغير اللَّأْيِ وهو الثور الوحشي، وقال غيره: تصغير لَأْيٍ وهو الْبُطْءُ" (٥).

ومنها اشتقاق المواضع مثل قوله: "وقال سيبويه: إما سمي وَاسِطًا لأنه وَسَطٌ بين الكوفة والبصرة" (٦).


(١) الانتخاب: ٢٥٤.
(٢) الانتخاب: ٢٦٦.
(٣) الانتخاب: ١٥٧.
(٤) الانتخاب: ١٥٩.
(٥) الانتخاب: ٢٦٧.
(٦) الانتخاب: ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>